دعت خلال المسيرة جهات يسارية دعت إلى «السلام والتعايش»
مسيرة المستوطنين وإجراءات الأمن المشددة حولت باب العمود ومحيطه حوّلت المنطقة إلى ثكنة استيطانية محرمة على الفلسطينيين، فالحواجز التي نصبت والخيّالة الإسرائيلية منعت أي فلسطيني من الدخول إلى البلدة القديمة، كما أجبر أصحاب المحلات التجارية في البلدة على إغلاق أبواب رزقهم، وكل ذلك لتأمين سير المستوطنين في الحي الإسلامي من البلدة، ليصلوا إلى حائط البراق، حيث أدوا «صلوات السبت واحتفالات توحيد القدس».
ما كان مثيرا للسخرية وللضحك برغم ارتفاع منسوب التوتر في القدس واعتمال الغضب في قلوب الفلسطينيين إثر الاجراءات القمعية، رفض اليسار الإسرائيلي المشاركة في المسيرات الصهيونية المستفزة، كما فضل بعض ناشطي جمعية «تاغ مئير»، توزيع الورود الحمراء على الفلسطينيين والإسرائيليين الموجودين في باب العمود، في دعوة منهم إلى «السلام والتعايش بين الجانبين»، الأمر الذي قابله الفلسطينيون بالاستهزاء.
كذلك كان لجمعية «عطيرت كوهانيم» الاستيطانية، التي تشتري البيوت في بلدة القدس القديمة وتجعلها مساكن للمستوطنين، بصمتها في هذه المسيرة. وأخذ أحد أعضائها بالتنظير وشرح عمل الجمعية للمستوطنين على درجات باب العمود. وأخذ يؤكد أن «عطيرت كوهانيم هي أكثر جمعية يكرهها العرب كونها تعمل على تمليك اليهود في القدس».
أما إذا تطرقنا إلى رد الفعل الفلسطيني على المسيرة، فسنجد أن الفلسطينيين برغم الظروف المشددة التي فرضها العدو على المدينة وسياسة اعتقال الناشطين، أبوا أن تمر المسيرة مرور الكرام. فنظموا مسيرة مضادة ضمت عشرات الفلسطينيين حملوا خلالها الأعلام الفلسطينية ورددوا شعارات تؤكد أن القدس عربية فلسطينية ولن تكون إسرائيلية في يوم من الأيام.
لكن المسيرة الفلسطينية لم تتمكن من الوصول إلى ميدان باب العمود، حيث نصبت قوات الاحتلال في محيط المكان حواجز حديدية وأمنتها بالخيالة والقوات الخاصة، التي عمدت على إبعاد الفلسطينيين الموجودين في المنطقة قبل موعد المسيرة بساعات، وهددتهم بالاعتقال إذا أصروا على العودة إلى المكان.
والمختلف في مسيرة «توحيد القدس» هذا العام أنها أتت بالتزامن مع أول صلاة تراويح لشهر رمضان، فقد أثرت إجراءات الاحتلال على الوجود الفلسطيني في المسجد الأقصى، ولم يكن عدد المصلين مرتفعا كما كان في السنوات السابقة، برغم الإعلان الإسرائيلي عن تسهيلات للمصلين كما جرت العادة في رمضان كل عام.