جددت إيران نفيها لاتهامات الرباط بدعم «البوليساريو»
لا ينفي لجوء المملكة المغربية اليوم إلى إدارة دونالد ترامب لـ«المساعدة» في النزاع، البعد الذي ذكر إبان اندلاع الأزمة. لكنه يوضح أكثر حاجة الرباط إلى تعاون متبادل مع واشنطن عبر ورقة «البوليساريو». هكذا يستغل النظام المغربي الاستنفار الترامبي ضد طهران، ليعلن استعداده للتجاوب مع مشروع البيت الأبيض للتصعيد. فكل ورقة تضاف إلى الملفات التي يعدها فريق ترامب بوجه إيران، تعَدّ مكسباً جديداً لتكثيف الضغوط. ومهما كان دور الرباط محدوداً في التأثير بالحملة، فهو بالحد الأدنى يسهم في تطويق طهران إعلامياً ودبلوماسياً. من جانبها، لا تجد المملكة المغربية فرصة أفضل من الإدارة الأميركية الحالية التي تنكبّ على مواجهة طهران، لزجّ اسم إيران في ملف «البوليساريو» الشائك والحساس بالنسبة إلى المغرب، أملاً في إحداث اختراق في ملف صراع الصحراء الغربية المعقد. وبحسب مصدر دبلوماسي في الرباط، تحدث إلى وكالة «فرانس برس»، فإن بوريطة وبومبيو بحثا «فرص توسيع التعاون الأمني القوي بين البلدين، بما في ذلك الجهود المشتركة الرامية لوضع حد لدعم إيران للإرهاب والتصدي لتأثيرها الضار في المنطقة».
وحاول الوزير المغربي إعطاء زخم أكبر للملف، من خلال وضعه الاتهامات لطهران بدعم «البوليساريو» في إطار نفوذ طهران في شمال أفريقيا. إذ قال بوريطة في مقابلة مع موقع «برايتبارت» الأميركي اليميني المتطرف، عشية الزيارة، إن «حل مشكلة الصحراء سيساعد أيضاً على الاستقرار في شمال أفريقيا. وهذا سيساعدنا على التصدي لهجوم إيران»، طالباً من الولايات المتحدة «مساعدة» بلاده في الملف.
المواقف المغربية التي جددت الاتهامات لإيران، عادت طهران أمس لمواجهتها بالنفي. ورأى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، أن ما أدلى به بوريطة «ليس فقط لا يتسم بالصحة، بل هو تكرار من جديد للتهم التي تخدم سياسة العداء لإيران وترمي إلى بث التفرقة والوقيعة بين العالم الإسلامي». ووضع قاسمي الموقف المغربي في إطار «التناغم» مع الإدارة الأميركية الحالية «المناوئة لأفريقيا»، نافياً الاتهامات بشأن «جهود إيران لبسط النفوذ في أفريقيا». وشدد على أن علاقات طهران مع الدول الأفريقية «كانت ولا تزال قائمة على أسس الاحترام المتبادل للسيادة الوطنية وتعزيز ظروف التعاون المشترك».