أمير الكويت: لوقف الحملات الإعلامية كمقدمة لتهيئة الأجواء لحل الخلاف بيننا
البحث عن «إجراءات بناء ثقة»، الذي مثلته دعوة الصباح، يأتي هذه المرة، بعد ما يقارب العام ونصف العام، وسط ضغوط أميركية على الرياض، لإيجاد مخرج للأزمة، التي تمثل حجر عثرة لكثير من المشاريع الأميركية في المنطقة، وفق المسار الذي أرساه باكراً الرئيس دونالد ترامب في جولته الخارجية الأولى، من الرياض إلى إسرائيل، في أيار/ مايو عام 2017. فبالتزامن مع القمة، حثّ نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الخليج، تيموثي ليندركينج، على تسوية الخلافات في سبيل تشكيل تحالف «الناتو العربي» الذي تسعى واشنطن إلى أن يضم دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن.
الرغبة الأميركية بالحفاظ على مجلس التعاون وسرعة تفعيل قيادة عسكرية موحدة، على رغم الخلافات، بدت أوضح في البيان الختامي الذي ألقاه الأمين العام للمجلس، عبد اللطيف الزياني، الذي شدد على «سرعة إنجاز جميع الإجراءات الخاصة بتفعيل القيادة العسكرية الخليجية الموحدة»، والتشديد على «الأهمية القصوى لبلورة سياسة خارجية موحدة لدول المجلس، تجنبه الصراعات الإقليمية والدولية».
ترى واشنطن، أن لقطر، التي تستضيف أكبر قاعدة أميركية في الشرق الأوسط، دوراً أساسياً في مشاريعها، مع تخوف، عبّرت عنه أكثر من مرة، من أن تستفيد إيران من النزاع الخليجي القائم. وعلى رغم المجاراة التي دأب ترامب عليها في علاقته بمحمد بن سلمان في سياساته الداخلية والخارجية، منذ صعوده ولياً للعهد (بعد أسبوعين من قطع العلاقات مع قطر)، إلا أن الضغوط لحل النزاع، تزايدت في الآونة الأخيرة، بعد جريمة اغتيال جمال خاشقجي مطلع تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، التي ركزت الأضواء على السياسة الخارجية للمملكة، خصوصاً أن سياسات ابن سلمان وترت أيضاً العلاقة مع الكويت وعمان، اللتين لم تحسما حتى الآن، أمر مشاركتهما في تحالف «الناتو العربي» المزمع الإعلان عنه مطلع العام المقبل. الرياض، التي تقول إن الخلاف مع قطر ليس ضمن أولوياتها، تريد أن تبيّن لحليفها الإستراتيجي، أنها تفعل «ما يلزم» لرأب الصدع مع قطر، من دون أن تقدم أي تنازلات، أو ترفع الحصار عن الإمارة الجارة، بل هي تتخذ مجرد خطوات بسيطة بهدف الحفاظ على أرضية قابلة لتشكيل جبهة عسكرية موحدة، من دون تصعيد أو حل، للحفاظ على وجود قطر ضمن المنظومة الأمنية الموحدة، كمشاركتها في المناورات المشتركة مع الرياض والإمارات، كمناورات «تمرين درع الخليج 1»، التي أجريت بين 21 آذار/ مارس و16 نيسان/ أبريل الماضيين، في المنطقة الشرقية من السعودية، وحضورها الاجتماعات الخليجية الأميركية الأمنية.