شكّكت موسكو مجدداً في احتمال «انتهاء» الوجود الأميركي في سوريا
أما في باريس، التي رشحت عنها مواقف سابقة تفتح «طريق عودة» لحَمَلة الجنسية الفرنسية وهم الأغلبية بين عناصر «داعش» وعوائلهم وفق إحصاءات غير رسمية، فقد أشارت وزيرة العدل، نيكول بيلوبيه، في حديث إلى قناة «فرانس 2»، إلى أن «هناك سياقاً جيوسياسياً جديداً مع الانسحاب الأميركي... وفي الوقت الراهن لا نعمل على تغيير سياستنا»، مضيفة أن الحكومة «ستلتزم سياستها الحالية في التعامل مع كل حالة على حدة». ولفت وزير الخارجية البلجيكي، ديدييه رايندرز، من جهته، إلى أن حكومته ملتزمة إعادة الأطفال دون سن العاشرة «كلما أمكن ذلك»، بينما سيتم التعامل مع الآخرين «بشكل فردي». كذلك، استبعدت مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، أيّ تدخّل للاتحاد في هذا الشأن، على اعتبار أنها «مسألة تخص الحكومات الوطنية».
ووسط هذا الزخم لحلّ الأزمات التي أحياها قرار الانسحاب الأميركي، لا تزال موسكو مشككة في النيات الأميركية في هذا الشأن، لأن «الولايات المتحدة باتت أكثر الدول التي لا يمكن التنبّؤ بتصرفاتها» على حد تعبير المتحدث باسم «الكرملن» ديميتري بيسكوف. ورأى الأخير، في مقابلة مع صحيفة «حرييت» التركية، أن الوجود الأميركي في سوريا «لن ينتهي على الأرجح... وقد يستمر بطريقة ما». وحول تصوّر بلاده لفكرة إنشاء «منطقة آمنة» تديرها أنقرة، قال إن «اتفاقية أضنة توفّر أرضية قانونية يمكن اتخاذ الخطوات اللازمة ضمن إطارها». واعتبر، في تعليق على تواصل أنقرة الأمني مع دمشق، أن «كل الدول التي تريد إنقاذ سوريا... يجب أن تتعامل مع رئيسها الشرعي». وعن مستجدات إدلب واحتمال شنّ عملية عسكرية هناك، لفت إلى أن «الأمر يجب أن يترك للعسكريين... وعلينا أن نقرر ما إذا كانت تركيا ستقوم بها أو أطراف أخرى». وأضاف أن «التهديد الإرهابي في إدلب وصل إلى مستوى ينذر بالخطر... والجماعات الإرهابية تهاجم باستمرار، ومن مسؤولية تركيا منع هذه الهجمات»، لافتاً إلى أنه «يجب وقف الاعتداء على قاعدة حميميم وعلى حلب وعلى مواقع الجيش السوري».