عبر نازحون أمس من «جيب التنف» إلى مناطق سيطرة الجيش السوري
وعلى رغم ضبابية المعلومات حول أعداد المقاتلين والمدنيين الموجودين داخل جيب «داعش»، أعربت الأمم المتحدة عن خشيتها على مصير أفراد «نحو مئتي عائلة» محاصرة هناك تحت نفوذ التنظيم و«ضربات جوية مكثّفة». ودعت «لجنة حقوق الإنسان» الأممية إلى فتح «ممرات آمنة» لهم، مشيرة إلى أن احتجازهم «جريمة حرب من جانب داعش». وفي موازاة هذه الدعوات، نفت الأمم المتحدة مشاركتها في فتح معبرين للنازحين في مخيم الركبان نحو مناطق سيطرة الحكومة السورية، مشددة على ضرورة أن «تراعي أي عودة أو انتقال لقاطني الركبان المبادئ الأساسية، بما فيها العودة الطوعية». وبدأ العمل عبر المعبرين منذ صباح أمس، حيث انتشرت وحدات من الجيش السوري والشرطة العسكرية الروسية. وشهد معبر جليغيم على طريق بغداد ــ دمشق دخول أول عائلة من مناطق نفوذ القوات الأميركية في التنف، نحو مناطق سيطرة الجيش السوري. ولم تستجب أي من الوكالات الدولية لدعوة من دمشق وموسكو، للمشاركة في تسهيل عملية عبور النازحين من المخيم، ونقلهم إلى مناطق سكنهم الأصلية.
وحضر الوجود العسكري الأميركي المستمر في التنف في حديث مستشارة الرئيس السوري، بثينة شعبان، خلال مشاركتها في «منتدى فالداي» في موسكو، إذ رأت أن «قوات الاحتلال الأميركي تحمي الإرهابيين في منطقة التنف، وتستهدف وحدات الجيش العربي السوري لعرقلة تحريرها للمنطقة». وأضافت المستشارة أن «المحاولات الأميركية لإقامة دويلة» في شرقي الفرات محكومة بالفشل، مجددة تعهد دمشق بتحرير كامل الأراضي السورية. وانتقدت شعبان «الاحتلال التركي»، فيما ثمّنت الدور الروسي في الملف السوري. وبالتوازي، اعتبر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن «لا فرص لنجاح أي قرار تتخذه الولايات المتحدة الأميركية بمفردها، حول إنشاء منطقة آمنة» في شمال شرق سوريا، لافتاً إلى أن الأميركيين أخلّوا بأمن المنطقة حين «دفعت بالأكراد إلى مناطق ذات غالبية عربية... ما أدى إلى نشوب صراع بين الأكراد والعرب». وأشار إلى «إيجابية» التنسيق مع أنقرة بخصوص «تطبيق اتفاق أضنة»، على أن يكون «الاتفاق على تنفيذها على أرض الواقع... من خلال مشاورات بين عسكريين سوريين وروس وأتراك».