فرنسا لا تملك أجوبة عن أسئلة وجّهتها إلى واشنطن بخصوص شرقيّ الفرات
وبعيداً من الاعتبارات الداخلية الأميركية، يضع إعلان ترامب الأخير حدّاً للجدل في شأن انسحاب الولايات المتحدة، بتأكيده أن قواته باقية شرقي الفرات، وهو ما يعيد طرح علامات الاستفهام المتصلة بكيفية تعامل مختلف الأطراف المعنية بهذه المنطقة مع ذلك الوجود، وإرادة واشنطن تكريسه وإدامته. في هذا الإطار، بدت لافتة النبرة العالية التي طغت على اجتماع قادة أركان الجيوش الإيرانية والعراقية والسورية في دمشق قبل أيام، حيث تمحور الحديث حول الحدود والمعابر وسبل مواجهة التحديات المشتركة، التي يتصدّرها إمساك الأميركي بالحدود جنوباً عند التنف، وفي الشمال الشرقي بعد الفرات حتى الحدود مع تركيا. ومن هنا، يبدو أن الكباش الرئيس في المرحلة المقبلة سيكون «الإمساك بالحدود»، وهو ما قد يفتح الباب على ما كان تجنّبه الجميع إلى الآن، أي الصدام مع الأميركيين. والجدير ذكره، هنا، أنه عقب يوم من اجتماع قادة الجيوش الثلاثة، زار العاصمة السورية، أول من أمس، وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، الذي جاء إلى الرئيس بشار الأسد حاملاً رسالة من الرئيس فلاديمير بوتين، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان.
من جهته، قال وزير خارجية فرنسا، جان إيف لو دريان، أمس، إن بلاده لم تتلقَّ أي ردود على أسئلتها في شأن مطالب الولايات المتحدة من باريس وآخرين، في ما يتصل بالمساعدة في تأمين شمال شرق سوريا. وقال لو دريان: «ذهبت (وزيرة الدفاع الفرنسية) بارلي إلى الولايات المتحدة لإجراء محادثات مع الأميركيين، والحصول على ردود على أسئلة مختلفة مثل: هل سيُبقى على وجود عسكري أميركي؟ ما مدى وجوده وحدوده؟ ماذا ستكون المهمة؟ وما الإمكانات والقدرات؟»، مستدركاً بـ«(أننا) لم نحصل على أجوبة حتى الآن... على أساس هذه المعلومات التي لم نحصل عليها بعد، سيحدد الرئيس (إيمانويل ماكرون) إمكانية وجود مساهمة فرنسية».