وتعليقاً على العملية، لفت المعلق العسكري في «القناة 13»، ألون بن ديفيد، إلى أن الجيش والموساد «عرفا جيداً توجيه الأشخاص في الدولة الثالثة إلى المقبرة التي كان يشتبه في أنها تضم جثث الجنود الإسرائيليين». ووضع بن ديفيد علامات استفهام حول ما إذا كان الجنديان الآخران قد دفنا على مسافة من الجندي باومل. وتساءل أيضاً عما إذا كان «الروس يطالبون بثمن لكل مساعدة»، لافتاً إلى أن «عودة جميع المفقودين من معركة السلطان يعقوب إلى إسرائيل تبدو أقرب من أي وقت مضى». وأضاف بن ديفيد أنه وصل إلى إسرائيل عدد كبير من الجثث من داخل القبور، وأن الأشخاص الذين جمعوا الجثث من داخل القبور لم يعرفوا بالضبط عَمّن يبحثون وأرسلوا إلى إسرائيل عدداً كبيراً من بقاياها، وأغلبها فُحص ولم يكن له علاقة بالجنود الإسرائيليين، لكن هناك جثة واحدة لم تُشخص بشكل مؤكد بعد، وستُجرى فحوصات عليها لحسم الموقف.
نُقلت إلى إسرائيل عدة جثث لا علاقة لها بالجنود الإسرائيليين
وأجرت «القناة 12» مقابلة مع «العقيد أ» من شعبة الاستخبارات العسكرية، قائد عملية إعادة الجندي باومل، الذي قال إنه «جرى تشخيص الثياب العسكرية الخاصة بالمدرعات، وعندما نظرنا إلى الكتابة وجدناها بالعبرية، وبقيت بصورة جيدة جداً، وشُخِّصَت الطباعة العسكرية على الحذاء». أما المعلق روني دانييل، فرأى أنه «قبل نحو عامين، بدأت صورة استخبارية مهمة تتبلور، بحيث أصبح من الممكن إرسال أحدهم لجلبه من هناك (باومل)»، وبحسب الروس فإن إسرائيل طلبت منهم البحث في أماكن معينة عن جثث جنود إسرائيليين دفنت هناك.
وكانت معركة السلطان يعقوب قد جرت بين الجيش السوري وجيش العدو خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان، وأدت إلى سقوط خسائر كبيرة في صفوف جيش العدو. وحول ذلك، لفت موقع «يديعوت احرونوت» إلى أنه في اليوم السادس لاجتياح لبنان، جرت المعركة وقتل خلالها 20 جندياً إسرائيلياً، وأدّت إلى وقوع عشرات الجرحى وستة مفقودين، ما زال مصير اثنين منهم غير معلوم بعد إعادة الثالث.
وكما كان متوقعاً، عمد رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو، إلى استثمار استعادة الجندي على مسافة ستة أيام من الانتخابات. إذ لم يقبل بإصدار بيان، بل تلاه بنفسه أمام الكاميرات بطريقة عاطفية. وبدأ كلامه بوصف الحادثة بأنها إحدى أهم اللحظات الحساسة له كرئيس حكومة، قائلاً إن إسرائيل حاولت طوال السنوات الماضية حلّ لغز مصير الجنود. وأكد أنه جرى تشخيص هوية بومل على نحو اليقين، وقريباً سيُدفَن في مقبرة إسرائيل. ولم يفوّت الإشارة الى «الجهد» الذي بذله كرئيس حكومة، بالقول إن «في هذا الجهد عملاً سياسياً ضخماً سيجري الحديث عنه لاحقاً».