جدّد الوسيط المصري طلبه من «حماس» تخفيف شروطها في شأن تبادل الأسرى
كل هذه التعقيدات، إلى جانب مماطلة الاحتلال في رفع الحظر عن العديد من السلع ومنعه الصيادين من الوصول إلى المسافات المتوافق عليها وإصراره على استهدافهم والمتظاهرين بالرصاص الحيّ خلافاً للاتفاق، تم إبلاغ الاستخبارات المصرية والمبعوث الأممي إلى الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف بها، وتنبيههما إلى أن «الوقت بدأ ينفد، وأن المقاومة بكل أشكالها ستكون جاهزة للدفاع عن حقوق شعبها، وأنها لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء حالة المماطلة في تخفيف الحصار عن القطاع» وفقاً لما أكده عضو المكتب السياسي لحركة «الجهاد الإسلامي» وليد القططي، فيما أشار عضو «الهيئة العليا لمسيرات العودة» والقيادي في «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين»، طلال أبو ظريفة، إلى أن «الهيئة أمهلت الاحتلال حتى نهاية الأسبوع لتطبيق التفاهمات، وإذا لم يلتزم بها، ستتم العودة إلى أدوات المقاومة الشعبية بكل أشكالها». ولإثبات جدية تهديداتها، بدأت وحدات البالونات الحارقة العمل بشكل جزئي منذ يومين في عدد من مناطق غزة.
على خط مواز، جدّد الوسيط المصري، الأسبوع الماضي، وفقاً لما علمته «الأخبار» من مصدر «حمساوي»، طلبه من حركة «حماس» فتح ملف صفقة تبادل الأسرى مع الاحتلال، عبر التخفيف من شروطها للبدء في مفاوضات التبادل، وهو ما رفضته الحركة، مؤكدة أنها لا تزال مصرة على شروطها المتمثلة في الإفراج عن جميع من أُعيد اعتقالهم من محرَّري صفقة «وفاء الأحرار». وبحسب المعلومات، حمل المصريون إلى «حماس» رسائل إسرائيلية بالرغبة في إنهاء الملفات العالقة في غزة، والذهاب إلى تهدئة طويلة الأمد، تبدأ بتنفيذ التفاهمات والتوصل إلى صفقة، وصولاً إلى حالة تهدئة برعاية دولية. وترافق الكشف عن تلك الرسائل مع ما نقله المحلل العسكري لصحيفة «معاريف»، يوسي ميلمان، من أن الإفراج عن مواطنَين سوريَّين مقابل جثمان الجندي الإسرائيلي زخاريا باومل، قد يكون سبباً في تشجيع كلّ من إسرائيل و«حماس» على التوصل إلى صفقة تبادل، بعدما أظهرت تل أبيب أنها مستعدة للتنازل عن مبادئها التي تظهرها في المفاوضات، والتي تقضي بعدم الإفراج عن أسرى فلسطينيين على قيد الحياة مقابل جثامين جنود ميتين.