من دمشق أرسل المسؤول الإيراني علاء الدين بروجردي رسالة لضيف بلاده وزير الخارجية القطري: الملف السوري لم يعد في يد قطر التي ننتظر منها أن تضطلع بدور جديد. كلام رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، جاء عند حلوله زائراً عند الرئيس السوري بشار الأسد الذي واصل هجومه على «الخطر الوهابي». إذ اعتبر الأسد أنّ الفكر الوهابي هو «الخطر الأكبر» الذي يهدد المنطقة والعالم، مؤكداً ضرورة التعاون بين الدول «لمواجهة التطرف والارهاب».
وأضاف الأسد: «من المهم التنسيق بين برلمانات دول المنطقة والدول الصديقة لتوحيد المواقف في محاربة الفكر الوهابي الذي يعتبر الخطر الاكبر المهدد لشعوب المنطقة والعالم».
وأعرب الرئيس السوري عن تقدير الشعب السوري لمواقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية المساندة لسوريا على جميع الصعد، مشيراً إلى أن «الانتصار الذي حققه الشعب الإيراني في الموضوع النووي سينعكس إيجاباً على جميع الشعوب المتمسكة بسيادتها واستقلالية قرارها». من جهته، أكد بروجردي أنّه «اليوم يعلم الجميع أنّ الملف السوري لم يعد بيد قطر (...) ننتظر من قطر أن تضطلع بدور آخر، بدور جديد (...) يكون مختلفاً عن النهج السابق».
في موازاة ذلك، قال وزير الخارجية القطري، خالد بن محمد العطية، إنّ «الأزمة السورية يجب أن تحلّ حلاً سياسياً»، مشيراً إلى أنّ «الاختلاف في وجهات النظر لا يعني أن لا تتم مناقشة بعض المسائل الإقليمية».
جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف أمس في طهران. بدوره، أعرب الوزير الايراني عن حرص بلاده على تعزيز العلاقات الثنائية ومجالات التعاون مع قطر.
من جهته، قال وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو إنّ الحرب السورية أصبحت تمثل الآن خطراً على جميع الدول لأن العالم سمح لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد بأن تواصل «جرائمها». وأضاف أنّ من الضروري وضع استراتيجية دولية قوية تشمل «تعاوناً حقيقياً على مستوى الاستخبارات» وانسحاب كل المقاتلين الأجانب من أجل إنهاء الصراع وتقديم العون لملايين السوريين الذين دمرت الحرب حياتهم.
ورأى أنّ دمشق تواطأت مع جماعات متشددة لمحاربة جماعات المعارضة المعتدلة. ودعا داوود أوغلو إلى تعاون دولي لوقف تدفق المقاتلين الأجانب على سوريا، ونفى إشارات إلى أن تركيا تسمح لمقاتلين أجانب بعبور الحدود إلى الأراضي السورية.
وقال إنّه أثار القضية مراراً مع نظيره الأميركي ونظرائه الأوروبيين والروسي ومن دول أخرى، مضيفاً: «قلنا لهم إذا كنتم تعرفون من هم المتشددون الذين يريدون المجيء إلى تركيا للذهاب إلى سوريا فامنعوهم من المجيء إلى تركيا. يقولون نحن دول ديموقراطية ولا يمكننا منعهم من مغادرة البلاد. عندئذ قلنا لهم... حسناً أعطونا القائمة، قائمة المشتبه بهم حتى نمنعهم من دخول تركيا في المطارات ونعيدهم. فردوا قائلين: إنهم لم يرتكبوا أي جريمة... فكيف نمنعهم من المجيء؟».
ورأى أنّ «تركيا لم تتسامح قط مع وجود أو عبور جماعات إرهابية في أراضيها أو في دول مجاورة. نحن نتخذ كل الإجراءات وسنستمر في اتخاذ المزيد من الإجراءات. لكن من أجل ذلك نحتاج إلى تعاون على مستوى الاستخبارات».
إلى ذلك، نفى «الائتلاف» السوري المعارض «الشائعات» التي تتحدث عن ضغوط من الحكومة التركية عليه لنقل مقره إلى العاصمة المصرية القاهرة. وأكد «الائتلاف»، في بيان، بقاء مقره في مدينة اسطنبول، مشيداً بالمواقف السياسية التي تتبناها الحكومة التركية بشأن الأزمة السورية، ووقوفها إلى جانب الشعب السوري.
(الأخبار، أ ف ب)
1 تعليق
التعليقات
-
تركيا: رجل الشرق المريض مجدداورأى داوود أوغلو أنّ «تركيا لم تتسامح قط مع وجود أو عبور جماعات إرهابية في أراضيها أو في دول مجاورة. نحن نتخذ كل الإجراءات وسنستمر في اتخاذ المزيد من الإجراءات. لكن من أجل ذلك نحتاج إلى تعاون على مستوى الاستخبارات». كلام اوغلو هذا شبه صحيح فعبور الجماعات الارهابية الى سوريا هو مهمة الاردن وعرسال. اما تركيا فمهمتها هي التسامح في مرور بائعات الهوى ومجاهدات النكاح الى سوريا. وهناك فرق كبير بين الامرين لان تركيا دولة حضارية واوروبية بل اميركية تماما وسياستها الخارجية تقوم على شعار "مايك لاف نوت وور" اي "مارس الحب لا الحرب" وفي عام ٢٠١٤ نستذكر كيف مارست تركيا الحرب في عام ١٩١٤ وسلمت بكل حب البلاد كلها ومعها ذقن السلطان التركي للانكليزي والفرنساوي. بس شو بدك بالحكي يا اخي. صحيح تركيا خسرت امبراطوريتها ولكنها ربحت لواء الاسكندرون الذي تصدق به الغرب على الاتراك ولكن الصدقة كانت من جيب سوريا. ما حدا بيعرف بالتجارة والسياسة والحب والحرب متل التركي. والنتائج واضحة من سنة ١٩١٧ وحتى اليوم واكبر دليل هو شختورة اردوغان الى غزة والتي لم تصل والتي قتل عليها اتراك وتبهدل الباقون وقامت تركيا بلفلفة القضية مع اسرائيل بعد ان ترجى الاتراك اسرائيل ان تعتذر لهم عن تلك الضربة مقابل عقود عسكرية ضخمة تعطيها تركيا لاسرائيل. وبعد هذا التاريخ المخجل كله يريد اردوغان ان يكون سلطانا عثمانيا جديدا ليعيد قصة السلطنة السابقة وينكب المنطقة لمئة عام مقبلة من جديد. امان يا ربي امان. الشئ المضمون الوحيد في المشروع التركي الحالي هو وجود ملايين في المنطقة ممن هم مستعدون لان يكونوا تنابل عبد الحميد الجدد. وهذه نقطة انطلاق ممتازة.