الخطوة الأولى والفعلية التي اتخذها سموتريتش كانت فتح قسم دائم في مبنى الوزارة للمواصلات في الضفة، بعدما كانت تتبع لـ«الإدارة المدنية» في الضفة. وبمنحها قسماً دائماً ومديرية منفصلة عن «الإدارة المدنية»، جعل الوزير المواصلات في الضفة تحت السيادة الإسرائيلية، كما طلب من وزارة الأمن إطلاع وزارته على الجوانب الأمنية كافة المرتبطة بالموضوع. أما الخطوة الثانية، التي توصّف كإجراء بعيد المدى، فكانت إدخال الضفة إلى برامج الخطط الهيكلية للمواصلات، ما يعني شملها في التخطيطات الإسرائيلية البعيدة المدى في هذا المجال، وهكذا لم يعد يجري التعامل معها على أساس جزئي أو كونها منطقة أخرى كما في السابق. إضافة إلى هذه الإجراءات، طالب سموتريتش بالإسراع في تنفيذ عدد من المخططات الأخرى التي كانت في مراحل مختلفة. ومن بينها توسيع «شارع 446» من مستوطنة «نيلي» الواقعة غرباً في منطقة «بنيامين» (شمالي رام الله) وصولاً إلى مفرق مستوطنة «شيلواح». أمّا المشروع الآخر الذي يكلّف المليارات، فهو توسيع الشارع من مستوطنة «نفيه يمين» وصولاً إلى «تسوفيم» غربي الضفة. ومن المتوقع أن تنتهي هذه المشاريع حتى نهاية الشهر الأول من مطلع العام المقبل.
في هذا الإطار، أدخل سموتريتش المواصلات في الضفة إلى منظومة الفحص والأمان التابعة لشركة «نتيفي يسرائيل» (مسالك إسرائيل) ووزارته. وتبدّى ذلك في إنشاء 16 نقطة لمعالجة مواقع ذات خطورة طارئة، وإجراء إختبارات عمليّة للحركة على طرقات الضفة، وذلك ضمن الاختبارات التلقائية، للوقوف على مدى الفائدة الاقتصادية من شقّ شوارع جديدة. ولكي ينفذ الوزير الجديد كل تلك المخططات، قلب الأولويات بشأن الميزانيات في الوزارة، فخصّص ثلثي الميزانية للاستثمار في مجال المواصلات العامة، والثلث لشقّ الطرقات. نتيجة لذلك، ستُشمل الضفة في كل مخططات المواصلات العامة الجاري العمل عليها، وضمنها مدّ سكة الحديد الذي بادر إليه الوزير الأسبق، يسرائيل كاتس، وكان من المفترض أن يصل إلى مستوطنة «أريئيل» لكن سموترتش مدّده حتى «تيبواح» (شمال رام الله).
أدخلت تل أبيب الضفة إلى برامج الخطط الهيكلية في وزارة المواصلات
أيضاً ستُقام في شوارع الضفة مراكز مواصلات مناطقيّة، وسيمنح ذلك مستخدمي وسائل النقل الإسرائيلية إمكانية استخدام بطاقة المواصلات المتعددة في قلب الضفة، وهو أمر يجري العمل به حالياً لكن بصورة محدودة. برغم ذلك، يدّعي سموتريتش أنه «لا يضع (مستوطنات) الضفة في سلم أولوياته»، ليستدرك أنه «لا يفرط فيها». كما نقلت «يسرائيل هيوم» عنه قوله: «هناك فجوات في التخطيط والتنفيذ تراكمت في الضفة... المستوطنون يعانون من الازدحامات في مواقع كثيرة وكذلك الفلسطينيون»، مضيفاً: «هذا الوضع الذي استمر لسنوات يجب أن يتغير، وهذه المناطق (المستوطنات) يجب أن تحظى بالمعاملة التي تحظى بها أي منطقة أخرى في إسرائيل». وتابع: «بهذا المشروع، نحن نمحو الخط الأخضر. صحيح أنها مشاريع طرق ومواصلات ولكن أيضاً هي مشاريع ذات أبعاد سياسيّة»، علماً أن هذا الوزير نفسه دوماً دعا لطرد الفلسطينيين من أرضهم أو قتلهم «إذا لم يُذعنوا».