خدم الصحافيون المعارضون النظام من حيث يعلمون أو لا يعلمون
المنتدى نُظمت نسخته الثانية على مدار اليومين الماضيين بموافقة ودعم من المخابرات، فيما واصل القائمون عليه، وفي مقدمتهم المديرة المسؤولة نهى النحاس (مسؤولة أيضاً عن «منتدى شباب العالم» الذي تنظمه المخابرات الشهر المقبل في شرم الشيخ) إظهار الحياد وتجنب الدفاع عن الدولة، وسط مساحة للحوار بين الموجودين تُعتبر الأعلى في البلاد منذ النسخة الأولى للمنتدى. على أي حال، لم يخرج الموجودون في نقاشات اليومين بأي جديد على مستوى الواقع، وكل ما يمكن تسجيله أنه سُمح باستضافة شخصيات من «بي بي سي» التي تصنفها الحكومة وسيلة منحازة ضد مصر وتحصل على تمويل إخواني. كذلك وقف آخرون ممنوعون من الكتابة في وسائل الإعلام المحلية أو الظهور فيها ليتحدثوا عن الحريات وتحسين المناخ الصحافي بعدما وصلت الأوضاع إلى «صورة مأساوية»، إلى درجة أن بعضهم أكد أن وجود رقيب في صالات تحرير الصحف سيجعل المنتج أفضل حالاً مما عليه الآن بعدما صارت الصحف يُشبه بعضها بعضاً. وهذه المرة لم يستضف المنتدى أي خبراء أجانب، في غيابٍ عكس التخوف من أن يصرحوا بما ليس مسموحاً به، فيما اقتصرت الورش التدريبية على بعض الأسماء المكررة في أنشطة «المعهد الدنماركي»، ليتقاضوا مكافآتهم نظير المشاركة بتكرار تدريبات سبق أن أعطوا جزءاً كبيراً منها العام الماضي.
وبرغم استمرار تراجع مصر في ترتيب حريات الصحافة عالمياً، استخدمت جلسات المنتدى مصطلحات مرتبطة بالتركيز على تقديم محتوى جيد في وسائل لم تعد تسمح سوى بنشر إنجازات الرئيس والحكومة، وفي أحسن الأحوال نشر الانتقادات المرتبطة بمسؤول سوف يطاح به كما حدث مع وزراء سابقين، ما يعني أن المؤتمر نُظم لتقول الدولة إن «مناخ الحرية غير مسبوق» في عهد عبد الفتاح السيسي، إذ مرّر المؤتمر معارضي الداخل من دون اعتراضات
مطلقاً، مع أن جميع المشاركين استُخدموا من حيث يعلمون أو لا لتجميل صورة النظام، بل إنه سمح لهم بالحديث داخل فندق خمس نجوم، لكن من دون أن يتمكن حتى الصحافيون الحاضرون فيه من نقل ما قيل عبر منصاتهم الإعلامية بمن فيهم الرعاة المشاركون للمنتدى.