يقاوم زهران مخابرات العدو بأمعائه الخاوية منذ 86 يوماً
الوضع الصحي لزهران يقترب من حالة الخطر الشديد مع زيادة عدد أيام الإضراب. ففي اليوم الـ45، كان لا يستطيع الوقوف، ولا ينام سوى ساعتين، ويعاني ألماً في المفاصل، كما خسر حتى يومذاك 27 كلغ من وزنه، علماً بأنه خلال أول أسبوعين من إضرابه لم يُسمَح له بالاستحمام سوى مرة وحدة. أما بعد اليوم الثمانين، فنقله العدو على عجل من سجن «الرملة» إلى مستشفى «كبلان» حيث يمكث مقيّداً بالسرير خاسراً 3 كلغ أخرى. وتعود جذور الأسير إلى قرية دير أبو مشعل شمال غرب رام الله (وسط الضفة)، وهو متزوجٌ وله أربعة أبناء، ويُعدّ قيادياً محلياً بارزاً في «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، وقد قضى أكثر من 15 عاماً في سجون العدو. ووفقاً للقيق، وهو صاحب تجارب سابقة في الإضراب، فإنه «ليس سهلاً على الأسير الإداري أن يخوض الإضراب مُجدّداً بعد الإضراب السابق بشهرين، لعوامل تتعلق بطبيعة جسم الإنسان وصحته، وأيضاً العامل النفسي». لكن المسألة تتحول إلى «تحدٍّ بين مخابرات العدو والأسير الذي يتنصل العدو من الإفراج عنه»، على الرغم من أن فتح نار الإضراب الفردي مجدداً «أمرٌ صعبٌ، ولا يستطيع كلّ أسير خوض هذه التجربة مرتّين متتاليتين في أشهر»، كما يقول القيق.
وفق الإحصاءات، ثمة تسعة أسرى إداريين على الأقلّ تنكر العدو منذ 2018 لوجود اتفاق بالإفراج عنهم بعد خوضهم الإضراب الفردي، ليجدوا أنفسهم لا يزالون في السجن، وذلك يعود إلى «أسلوب مخادع تتبعه مؤسسة مصلحة سجون الاحتلال والمخابرات الإسرائيلية، يتمثل في إيهام الأسير المضرب بالاستجابة لشروطه عند تدهور صحته بمجرّد وعد شفوي تبدو عليه الجدية، وبتحديد سقف زمني للإفراج». ويضيف القيق أن «رضوخ الاحتلال لمطالب المضرب لا يتم إلا بعاملَين هما: وجود المحامي الفلسطيني الرسمي مقابل النيابة الإسرائيلية التي تمثل المخابرات، وتوافر الإرادة لدى الأسير على الإضراب حتى النهاية... من دون اتفاق رسمي يمكن للعدو أن يتهرّب في أيّ لحظة». أما عن تجربة معارك الإضراب الفردي التي دشّنها خضر عدنان في 2015، فيرى القيق أن «ضعف الجهد الرسمي والجماعي خارج السجون انعكس على السجون نفسها، وهذا ما يدفع الأسير الإداري إلى الخلاص الفردي لكسر اعتقاله بنفسه، لأنه لا حلول أخرى سوى الانتظار والعيش في دوامة تجديد الاعتقال».