تشير مصادر في «الداخلية» إلى أن نحو 350 مسافراً يغادرون القطاع يومياً
وزادت حالات الهجرة بعد وضع آلية لفتح معبر رفح منذ نحو سنتين، خاصة في ظلّ فقدان فرص العمل وارتفاع معدّلات البطالة والفقر. وبحسب «جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني»، في أحدث إحصاءاته، ثمة 37% من سكان القطاع لا يتلقون العناية الصحية. ولم تعد الهجرة هاجساً لدى أفراد، بل باتت لدى عائلات بأكملها. وثمة مساران محتملان للرحلة: إما التقليدي بالترتيب للجوء لدى دول مثل بلجيكا أو غيرها من الدول الأوروبية، وإما بالتهريب براً أو بحراً في رحلة أقلّ ما توصف به بأنها مجازفة عبر «قوارب الموت». يروي ربيع (اسم مستعار) الموجود حالياً في اليونان: «غادرت في نهاية مارس (آذار) الماضي إلى القاهرة، ومنها إلى تركيا قبل أن أنتقل إلى جزيرة ليروس التي تبعد كيلومترات قليلة عن الحدود التركية اليونانية من خلال مركب تهريب عبر بحر إيجة». ويواصل: «انطلقنا من مدينة أزمير التركية عبر مركب مطاطي، وكان عددنا يتجاوز 40 بينهم أطفال (أصغرهم 3 أشهر). رافقنا في المركب أحد المهرّبين، لكن بعد مسير 10 دقائق داخل الماء قفز من المركب وتركنا نقوده، فيما كان كبير المهرّبين على تواصل معنا عبر الواتسآب». ويتابع الشاب: «بعد ثلاث ساعات وصلنا إلى قوارب خفر السواحل اليونانية، حيث تقدّموا إلينا وعرّفنا عن أنفسنا بأننا مهاجرون، فطلبوا منا تتبّع قاربهم عبر مكبّرات الصوت، ثم وصلنا إلى إحدى الجزر اليونانية، وكان في استقبالنا البحرية اليونانية وحرس الحدود، حيث جمعوا بياناتنا ثم وزعوا علينا بعض الأغطية والألبسة». يُعقّب على ذلك والد صالح حمد بأن الدافع وراء هجرة العائلة بكاملها هو أن أولاده تخرّجوا من الجامعات ولم يجدوا وظائف. ويضيف: «أنا أعمل موظفاً في السلطة، وبعد الخصومات لم يتبقّ من راتبي سوى 100 شيكل (28 دولاراً أميركياً)»، مشيراً إلى أنه اضطر إلى بيع بيته من أجل توفير مصاريف الهجرة. ويقول: «زوجتي وباقي أولادي حالياً في مأوى في ليروس، وهي من أسوأ الجزر، حيث يُقيَّد كلّ خمسة أشخاص في خيمة تبلغ مساحتها أربعة أمتار. الأكل المُقدَّم ليس حلالاً، ولذلك لا يستفيدون إلا من الماء واللبن والعصير».
وزاد عدد الغزيين في تركيا بصورة كبيرة خلال السنة الماضية، ومن لديه النقود الكافية لإكمال مسيره يواصل نحو أوروبا وخاصة بلجيكا، وإلا سيبقى في مخيم اللجوء اليوناني حيث يحصل على إقامة بعد قضاء ما بين ستة أشهر إلى سنة.
ويرفض المتحدث باسم وزارة الداخلية في غزة، إياد البزم، اعتبار الأمر ظاهرة أو خروجاً جماعياً، قائلاً لـ«الأخبار» إن «المواطنين الذين يسافرون عبر معبر رفح معظمهم من الحالات الإنسانية كالمرضى والطلبة وحملة الإقامات وحالات إنسانية أخرى»، مضيفاً: «متوسط عدد المسافرين من معبر رفح يومياً لا يتجاوز 300 شخص من الحالات الإنسانية... السفر حالة طبيعية لتلبية احتياجات إنسانية ضرورية وهو حق للمواطنين ولا يمكن وصفه بالهجرة». وفيما تقول بيانات جمعتها وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة إن 60.907 فلسطينيين غادروا غزة عبر مصر في عام 2018، فيما عاد 37.075، تشير مصادر في «الداخلية» إلى أن نحو 350 مسافراً يغادرون القطاع يومياً، أما العائدون فيتراوحون ما بين 200 إلى 250.