وفي طرطوس، سُجّلت 10 حالات اختناق جرّاء اشتعال 59 حريقاً. وعانت المحافظة، هي الأخرى، من انتشار متسارع للحرائق التي وصلت حتى قمة جبل السيدة، وهاجمت كنيستها في ريف طرطوس الجنوبي الشرقي، على الحدود الإدارية بين حمص وطرطوس، وصولاً إلى بلدة كفرون حيدر في منطقة الكفرون المجاورة لمشتى الحلو، ما اضطّر بعض العائلات إلى مغادرة منازلها بفعل اقتراب الحرائق منها. وبعد إخماد النيران والسيطرة عليها في اليوم الأول، عادت إلى الاشتعال بصورة أكبر في اليومين الثاني والثالث، ابتداءً من قرى بانياس على الساحل السوري شمالي طرطوس، وكذلك في نقاط الدريكيش والقدموس ووادي العيون في ريف طرطوس، والتي احترقت بعض أراضيها المزروعة بالرمان والتفاح.
لم تقم الحكومة بأيّ إجراء لتفادي وقوع كلّ هذه الحرائق
من جهتهما، أرسلت محافظتا ريف دمشق والقنيطرة وحدات من الإطفاء لمؤازرة الدفاع المدني في نقاط انتشار الحرائق على الساحل، حيث عملت تلك الوحدات مع الجيش وقوى الأمن الداخلي، بمساعدة مباشرة ومكثّفة من الأهالي، على تطويق الحرائق وصولاً إلى إخمادها بشكل كامل يوم أمس، وتبريد المناطق التي استهدفتها، «مع إبقاء المراقبة المستمرّة على البؤر التي يُخشى من تجدّد النيران فيها، وامتدادها باتجاه مناطق جديدة، في ظلّ استمرار الحالة الجوية السائدة المترافقة مع الرياح الشرقية»، بحسب مدير الأحراج في وزارة الزراعة حسان فارس.
وفي حين رفع بعض المزارعين والأهالي أصواتهم، محمّلين الحكومة مسؤولية جزء ممّا حصل، على اعتبار أنها كانت قد تعهّدت، عقب الحرائق الأخيرة قبل شهر، باتخاذ كلّ التدابير والإجراءات اللازمة لمنع تكرار ما حصل، إلا أنه اتضح أن تعهّداتها تلك ظلّت في إطار الكلام، على اعتبار أن آلاف الدونمات الزراعية عادت واحترقت، ومعظمها بساتين مزروعة بالزيتون، الذي يُعدّ مصدر دخل أساسياً لسكان الجبال والقرى، مع الأخذ بعين الاعتبار أنه «حتى لو أمكن إعادة الأشجار، فإنها ستحتاج الى عشرات السنين لتعود إلى إنتاجيّتها»، بحسب المزارعين.
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا