وعلى رغم التحرّكات الروسية التي ترافقت مع تعزيزات عسكرية للجيش السوري وصلت الأسبوع الفائت، إلا أنه لا مؤشّرات إلى قرب تسليم «قسد» المدينة إلى الجيش السوري والروس. ووفق المصادر المطّلعة التي تحدّثت لـ»الأخبار»، فإن «المفاوضات لا تزال مستمرّة، مع إصرار الأكراد على الاحتفاظ بالصلاحيات الإدارية والوجود العسكري للأسايش لضمان الأمن في المدينة». وأضافت المصادر أنه «لا يوجد أيّ اتفاق نهائي حول مصير المدينة، مع توقّعات بتصاعد وتيرة المعارك تدريجياً خلال الأيام المقبلة».
بدورها، كشفت مواقع إعلامية كردية معلومات تتحدّث عن «دخول أميركي على خطّ عين عيسى، لإقناع الأكراد بعدم تسليم المدينة إلى الجيش السوري والروس، والانتظار إلى حين تسلّم إدارة الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن مهامها». وبحسب تلك المواقع، فإن «قادة عسكريين أميركيين أكّدوا أن الرئيس بايدن قد يعيد القوات الأميركية إلى عين عيسى ومنبج وعين العرب، ويوسّع الحضور العسكري الأميركي في المنطقة لمنع موسكو من التمدّد شرقي الفرات». كما تحدّثت عن أن «القادة الأكراد سيسعون لإطالة أمد المفاوضات إلى حين تسلّم الإدارة الأميركية الجديدة، واتّضاح معالم سياستها الخاصة في الملف السوري». وفي الاتجاه نفسه، أكد المتحدّث الرسمي باسم «الإدارة الذاتية»، في تصريحات إعلامية، أن «الإدارة الذاتية لن تُسلّم بلدة عين عيسى أو أيّ منطقة أخرى لأيّ طرف كان»، متّهماً «روسيا بعدم تحمّل مسؤولياتها أمام الانتهاكات التركية ضدّ المدينة، باعتبارها الضامن لوقف إطلاق النار». في المقابل، شدّد مصدر مقرّب من القاعدة العسكرية الروسية في عين عيسى، في حديث إلى «الأخبار»، على أن «روسيا لن تقبل بخروج أيّ متر من طريق M4 بين منبج وتل تمر عن نفوذها»، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن «موسكو تبذل جهوداً كبيرة لإيجاد تسوية تُجنّب المنطقة حرباً جديدة».
تحدّثت مواقع كردية عن دخول أميركي على الخطّ لإقناع «قسد» بالمماطلة
على رغم ما تقدّم، يصرّ عضو «هيئة المصالحة السورية»، عمر رحمون، في تصريح إلى «الأخبار»، على أن «قسد قد أبلغت الجانب الروسي رسمياً تسليم الصلاحيات الإدارية والعسكرية في المدينة إلى الحكومة السورية، والانسحاب الكامل منها»، مؤكداً أن «الاتفاق دخل حيّز التنفيذ، وبدأت قسد بإخراج كامل مقرّاتها والوثائق الخاصة بها وسحبها إلى منبج، تمهيداً لنقلها لاحقاً إلى الحسكة». ويتوقّع رحمون أن «ينتشر الجيش السوري في كامل المدينة مطلع الأسبوع المقبل»، معتبراً أن «قسد سلّمت المدينة لإدراكها جدّية النيات التركية باحتلالها». ويرى أن «ما سيحصل في عين عيسى قد يمهّد لعودة الدولة السورية إلى منبج وغيرها من المناطق الخاضعة لسيطرة قسد شرقي الفرات».
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا