قدّرت مصادر عسكرية أعداد المنشقّين عن قوات هادي وميليشيات العدوان بـ 10 آلاف جندي وضابط
وقدّرت مصادر عسكرية أعداد المنشقّين عن قوات هادي والميليشيات التابعة لدول العدوان بشكل مباشر، في الأشهر الماضية، بـ 10 آلاف جندي وضابط. لكن مصدراً عسكرياً مسؤولاً في صنعاء، أكّد، لـ«الأخبار»، أن أعداد المنشقّين الذين تواصلوا مع «المركز الوطني للعائدين» تتجاوز الـ 6 آلاف، مشيراً إلى «عودة الآلاف بطرق غير رسمية، إذ يعود الكثير من هؤلاء إلى مناطقهم بعد التواصل مع شخصيات اجتماعية في نطاق القرى والعزل، وبضمانات زعماء القبائل».
ويعدُّ التعامل الدوني والفساد المستشري وانعدام الثقة في صفوف القوات الموالية للتحالف السعودي - الإماراتي، فضلاً عن تصاعد الصراعات الداخلية في معسكراته، والانتهاكات التي يتعرّض لها المقاتلون في صفوفه، من أبرز دوافع الاستنزاف في تلك الجبهات. فحالة الصراع احتدمت في أوساط الموالين للإمارات في الساحل الغربي، خصوصاً بين ميليشيات طارق صالح من جهة، وميليشيات ما يسمّى بـ«المقاومة التهامية» وميليشيات «العمالقة» الجنوبية من جهة ثانية، ووصلت إلى حدّ المواجهة العسكرية بالأسلحة المختلفة وتبادل الاختطافات والاغتيالات. وتعيش جبهات الحدّ الجنوبي للمملكة حالة تصادم بين مقاتلين من المرتزقة اليمنيين وبين الجانب السعودي الذي يتهرّب من صرف أجور تلك الميليشيات منذ أشهر. ونتيجةَ تصاعد الاحتجاجات في أوساط معسكرات المجندين اليمنيين المغرّر بهم، ارتفعت أعداد المعتقلين من قِبَل القوات السعودية، ما أدّى إلى عودة المئات للانضمام إلى صفوف قوات صنعاء. كذلك، أدّى صراع النفود والسيطرة المحتدِم وسط أروقة وزارة دفاع هادي بين الموالين للإمارات وآخرين موالين لـ«الإصلاح»، إلى تصدّع تلك القوات وانشقاق المئات عنها. وتفيد مصادر مطّلعة في صنعاء، بأن أعداد المنشقّين في جبهات الحدّ الجنوبي، احتلت المرتبة الأولى من إجمالي المنشقين، يليهم المنشقون عن ميليشيات طارق صالح في جبهة الساحل الغربي، فيما يحتلّ المنشقون عن جبهات مأرب والجوف المركز الثالث.
وخلال الأسبوعين الماضيين، عاد المئات من المجندين في صفوف قوات هادي من جبهات مأرب، وأعلنوا انشقاقهم عن تلك القوات وانضمامهم إلى صنعاء. في هذا السياق، أكّدت مصادر محلية في مأرب انشقاق قيادات عسكرية رفيعة من اللواء 159 مشاة المموّل من السعودية بعشرات الملايين من الريالات في جبهة مراد. ووفق المصادر، فقد انشق القيادي العسكري في قوات هادي في جبهة العبدية جنوبي مدينة مأرب، العميد بوجخ الحجوري، قائد ما يسمّى بـ«مقاومة حجر» في هذه الجبهة، وأعلن انضمامه مع العشرات من قواته إلى صنعاء بعد تسليمه المواقع العسكرية كافة التي كان يسيطر عليها، وما بحوزته من عتاد وسلاح. وتزامن ذلك مع إعلان جميع أبناء قبيلة «آل ثابت» في جبهات جنوبي مأرب انشقاقهم عن قوات هادي. هذه الانشقاقات الجديدة عن القوات الموالية لتحالف العدوان، شملت قيادات عسكرية رفيعة المستوى والمئات من المجندين من جبهات الجوف أيضاً. ووفقاً لمصادر في هذه المحافظة، فإن عدداً من الكتائب انسحب من مواقعه في جبهة برفا الواقعة في نطاق مديرية خب والشعب القريبة من الحدود السعودية. ويأتي هذا الانشقاق الكبير في الجوف عقب انشقاق لواء العز العسكري في هذه الجبهة بكامل أفراده وعتاده، وانضمامه إلى صفوف قوات الجيش و«اللجان الشعبية».