وأفاد مصدر قبلي، "الأخبار"، بأن قوات هادي تلقّت توجيهات صارمة من غرف عمليات "التحالف" في الرياض بضرورة استعادة ما خسرته على الأرض من مواقع استراتيجية يوم الأربعاء الماضي. وتحت هذا الضغط، تحرّكت قوات ضخمة من مدينة مأرب في اتجاه جبهات القتال في المحورَين الغربي والشمالي الغربي للمدينة من دون تخطيط مسبق. ولفت المصدر إلى أن جحم الخسائر التي مُنيت بها تلك القوات، في خلال اليومين الماضيين، يدلّ على أن العملية الهجومية لم تكن مخطّطة، مشيراً إلى سقوط أكثر من 125 مقاتلاً ما بين قتيل وجريح في العملية. وأشار أيضاً إلى سقوط عدد كبير من الجنود والضباط والقيادات العسكرية في الهجوم العشوائي، واصفاً ما حدث بالانتحار الجماعي من أجل إرضاء "التحالف". وكشف المصدر عن اسم العملية التي أُطلق عليها "غزوة بدر"، وشاركت فيها أعداد كبيرة من العناصر العقائدية من السلفيين الجنوبيين وتنظيم "القاعدة"، لافتاً إلى أن العملية امتدّت إلى جبهات شمال مأرب الصحراوية، وانتهت هناك بسقوط عدد من المواقع العسكرية لقوات هادي في منطقة الجدافر.
منحت قيادة "التحالف" قوات هادي في مأرب أسبوعين للقيام بترتيبات عسكرية واسعة في صفوفها
كذلك، قضت توجيهات "التحالف" بتصعيد المواجهات في الضالع والبيضاء وتعز، بهدف تخفيف الضغط عن مأرب. وفي هذا الإطار، أفادت مصادر محلّية في الضالع بأن "التحالف" عَمَد إلى إشعال الجبهات المحاذية لمحافظة إب، بعدما قدّم دعماً مالياً مغرياً للتحشيد والاستقطاب من كلّ مديريات المحافظة لتصعيد القتال في قعطبة ومريس. ومساء الجمعة، وجّهت القيادة العسكرية السعودية في مدينة عدن بتفجير الوضع في الضالع، بالتزامن مع تنفيذ قوات هادي وميليشيات "الإصلاح" وعناصر "القاعدة" أكثر من عملية هجومية على مواقع الجيش و"اللجان" في جبهات غرب وشمال غرب مدينة مأرب. لكن الهجوم على منطقة الفاخر شرق الضالع، والذي شنّته ميليشيات موالية للإمارات، انتهى بمقتل عشرات المهاجمين، بمَن فيهم قائد الهجوم، العميد يحيى الشوبجي، وعدد من القيادات السلفية التي شاركت وحشدت له، فيما لم تتمّ السيطرة على منطقة وسوق الفاخر في مديرية قعطبة، الواقع تحت سيطرة قوات صنعاء.
على المنوال نفسه، شنّ تنظيما "القاعدة" و"داعش"، بتنسيق سعودي، هجوماً مزدوجاً مساء الخميس على مواقع الجيش و"اللجان" في جبهات الحازمية وذي ناعم في محافظة البيضاء. جاء ذلك بعد أيّام من وصول العشرات من عناصر "داعش" من سوريا عبر البحر إلى منطقة أحور في محافظة أبين، حيث تمّ نقلهم إلى معاقل التنظيم في ذي ناعم والحازمية. وعلى مدى الأيّام الماضية، دارت مواجهات عنيفة استُخدمت فيها مختلف الأسلحة في منطقة طباب في ذي ناعم، وفي جبهة الحازمية في مديرية الصومعة، والتي فُتحت لأوّل مرة مِن قِبَل العناصر الإرهابية. وعلى رغم ادّعاء قوات هادي أنها مَن يخوض المعركة، وأنها أسقطت عدداً من المناطق كمحيد حنكة والعبيد وحيد المحلب وحية المنصة في عزلة طياب، سخرت مصادر في قوات صنعاء من تلك الادّعاءات، مؤكدةً أن المعركة لم تتوقّف في المناطق المذكورة إلّا بـ"تطهيرها بشكل كامل من التنظيمات الإرهابية".
في موازاة ذلك، أفادت مصادر مطّلعة بأن قيادة "التحالف" منحت قيادة قوات هادي في مأرب أسبوعين للقيام بترتيبات عسكرية واسعة في صفوفها، وهدّدت بإقالة وزير الدفاع في الحكومة الموالية لها، اللواء محمد المقدشي، من منصبه. وبحسب المصادر نفسها، فإن التوجيهات ألزمت وزارة دفاع هادي بإنهاء الاختلالات في أوساط قواتها، وإعادة دمج عدد من ألويتها العسكرية مع الميليشيات المساندة لها في وحدات ومحاور عسكرية، فضلاً عن إجراء تغييرات في قيادة الألوية والمحاور، وإنهاء الخلافات والعمل بشكل موحّد في الجبهات لإدارة المعركة بطرق وتكتيكات مختلفة عن السابق. ولذلك، يدفع المقدشي بالمزيد من القوات والميليشيات لإعاقة تقدُّم الجيش و"اللجان" في الأطراف الغربية والشمالية الغربية لمدينة مأرب.
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا