يرفض مصدر حكومي في الحسكة تفسير كلام الأسد على أنه تجاوب مع مطالب «قسد»
ويرى الباحث والأكاديمي الكردي فريد سعدون في حديث إلى «الأخبار»، أن «كلام الأسد حول اللامركزية يُعدُّ خطوة إيجابية ونقلة نوعية في الخطاب السياسي للدولة، خاصّة في المرحلة الراهنة»، معتبراً أنه «عبّر عن حاجة الدولة إلى إعادة النظر في أولوياتها وصلاحيتها»، مضيفاً أن «هناك رؤية جديدة، تقوم على اعتبار أن اللامركزية هي الأساس في إدارة الدولة في كلّ المحافظات، لتكون بذلك خطوة نوعية». ويلفت سعدون إلى أن «لغة المرونة واضحة في خطاب الرئيس، وهو ما يمكن فهمه على أنه مبادرة لتفعيل الحوار مع الإدارة الذاتية». بدوره، يشير الكاتب والأستاذ الجامعي السوري عقيل محفوض إلى أن «مسألة العلاقة بين الحكومة وقسد، تُعدّ من الأولويات في أجندة دمشق، لارتباطها بالتحدّيات الاقتصادية والوجود الأميركي»، مؤكداً أن «هناك أزمة ثقة واضحة بين الطرفين، خاصة أن هناك شكّاً في قدرة قسد على تطبيق أيّ تعهد تقطعه على نفسها، لارتباط جزء من قرارها بالقرار الأميركي». ويذكّر محفوض بأن «مقاربة الطرفين للقانون 107مختلفة، ما يجعل إمكانية التفاهم حوله صعبة»، مفترضاً أن «حديث الأسد عن اللامركزية كان مقصوداً، خاصة أن دمشق تريد تفكيك كلّ مصادر التهديد والعُقد القائمة بينها وبين مسؤولي الإدارة الذاتية، وهي مَهمّة تحتاج إلى نوايا طيبة، وإرادة للحلّ»، منبّهاً إلى أن «الوجود الأميركي لن يكون دائماً، وقد تنسحب كما فعلت في أفغانستان، وهو أمر يجب أن يكون في الحسابات... وبالتالي ليس لقسد من سبيل إلا طريق دمشق لإنجاز أيّ حل، على أساس أن سوريا دولة واحدة».
وبالعودة إلى خطاب الأسد، فقد اعتبر الرئيس السوري أن «المجالس المحلّية هي الأقدر على معرفة مصالحها المحلية وطرح الحلول، وهذا يساعد السلطة المركزية والمسؤول المركزي على أن يبتعد عن الغرق في التفاصيل»، مضيفاً أن «اللامركزية تُحقّق التنمية المتوازنة بين مختلف المناطق الأغنى والأفقر وبين الريف والمدينة». وبالتالي، يمكن القول إن حديثه لا يخرج عن سقف منح الصلاحيات للمجالس المحلية لتحقيق التنمية، وإزالة أيّ عراقيل أمام تحقيق هذا الهدف، في ظلّ التأكيد أن الأولوية هي لتحسين الواقع المعيشي والخدمي للمواطنين. وفي هذا الإطار، يرفض مصدر حكومي رسمي في محافظة الحسكة، في حديث إلى «الأخبار»، الآراء التي تذهب إلى تأويل كلام الأسد حول اللامركزية، على أنه تجاوب مع مطالب «قسد»، إذ يعتقد المصدر أن «الإدارة الذاتية تحمل نزعة انفصالية، وأن أيّ مراعاة لواقع إداري ما في مناطق سيطرتها، سيعني حتماً الإقرار بواقع وجود إمارة إسلامية في إدلب، وهو أمر غير قابل للنقاش». ويعتبر أن «استمرار ارتباط ميليشيا قسد بالأميركيين، يقطع الطريق أمام أيّ حوار»، مضيفاً أن «مسألة استعادة الدولة السورية سيادتها على كلّ المناطق هو أمر سيحصل حتماً، عندما تتوفر الظروف المناسبة لذلك». ويبيّن أن «حديث الأسد عن اللامركزية، الهدف منه هو تمكين الوحدات الإدارية والمجالس المحلية من أخذ دورها، من دون أيّ تفسيرات أخرى».