فصل طوي أمس من كتاب الحرب السورية وبقيت فصول. تحديات سياسية وعسكرية وأمنية واقتصادية تنتظر حلولاً لا أحد يعرف إن كانت في متناول اليد. انتقاد الغرب لما سماه «المهزلة» الانتخابية لا يحجب حقيقة عبّر عنها السفير الأميركي السابق في سوريا روبرت فورد. هي «إشارة إلينا، وإلى البلدان الأخرى أنّ (الرئيس السوري بشار) الأسد لن يرحل، وأنه باقٍ، وقد رسّخ قدميه في العاصمة»، قال الرجل، في وقت كان فيه حلفاء دمشق، وأولهم طهران، يرحبون بـ«قرار الشعب السوري».
الكلمة المفتاح جاءت على لسان رئيس مجلس الشعب، محمد جهاد اللحام. كان هو من أعلن فوز بشار الأسد بالانتخابات الرئاسية السورية بحصوله على 10 ملايين و319 الفاً و732 صوتاً، بنسبة 88,7 بالمئة من أصوات المقترعين. المرشح الثاني حسان النوري حصل على 500 ألف و279 صوتاً بنسبة 4,3 بالمئة من عدد الأصوات الصحيحة، فيما حصل المرشح الثالث ماهر حجار على 372 ألفاً و301 صوت، بنسبة 3,2 بالمئة.
اللافت كان في عدد الناخبين ممن يحق لهم الاقتراع داخل سوريا وخارجها. بلغ، بحسب اللحام، 15 مليوناً و845 ألفاً و575 شخصاً، فيما بلغ عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم 11 مليوناً و634 ألفاً و412 ناخباً، أما عدد الأوراق الباطلة فبلغ 442 ألفاً و108 أوراق بنسبة 3,8 بالمئة.
«إن شعبنا السوري لم يفقد بوصلته ولم تتأثر رؤيته الثاقبة نتيجة الأحداث، بل فاضت وطنيته العالية بأبهى صورها في الميادين كافة، فكان الصامد في وجه المرتزقة التكفيريين، المتمسك بسيادته واستقلالية قراره الوطني الواثق بالنصر»، هي الخلاصة التي وصل إليها اللحام في ذاك المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس.
في هذا الوقت، كان روبرت فورد ينتقد بشدة السياسة الخارجية للبيت الأبيض بشأن سوريا. هاجم، في مقابلة مع تلفزيون «بي. بي. إس»، «تردّد واشنطن» الذي كان من نتيجته أن «زادت الخطورة التي يمثلها المتطرفون للولايات المتحدة». «لا أدري هل هم مستعدون لتوسيع نطاق مساعداتهم على نحو يكون له أثر ملموس في الأرض، وهذا هو المهم؟»، تساءل السفير السابق في سوريا، مشدداً على أنه «يجب علينا وكان يجب علينا منذ وقت طويل مساعدة المعتدلين في صفوف المعارضة السورية بالأسلحة والمساعدات الأخرى غير الفتاكة. لو فعلنا ذلك قبل عامين، لو كنا قد قمنا بتوسيع نطاق مساعداتنا لما استطاعت جماعات القاعدة التي تكسب أتباعاً أن تنافس المعتدلين الذين نتفق معهم في الكثير من الأمور». وعن الانتخابات، قال فورد: «إنها إشارة إلينا، وإلى البلدان الأخرى في المنطقة، وإلى أوروبا، وغيرها أن الأسد لن يرحل، وأنه باقٍ وقد رسخ قدميه في العاصمة».
من ناحيته، دعا الاتحاد الأوروبي دمشق إلى إجراء «مفاوضات سياسية حقيقية» لإيجاد حلّ للنزاع، غداة انتخابات رئاسية اعتبرها «غير شرعية». وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، إنّ الاتحاد «يعتبر أنّ الانتخابات تسيء إلى الجهود السياسية المبذولة لإيجاد حل لهذا النزاع المريع». وأضافت، في بيان، أنّ «النظام رفض إعلان جنيف أساساً لعملية سياسية انتقالية وواصل عملياته العسكرية، ما أدى إلى مقتل اكثر من 150 ألف شخص ونزوح 6,5 ملايين، فيما غادر 2,5 مليون شخص».
ونقلت «فرانس برس» عن مسؤول رفيع المستوى في الاتحاد الأوروبي قوله إنّه «يجب الآن إيجاد أفكار أخرى لأن الخطة التي اقترحها مؤتمر جنيف 1 وصلت إلى طريق مسدود».
ورأى المسؤول أن «من مصلحة» الغربيين تشجيع استئناف المفاوضات في أقرب فرصة بسبب «عواقب» استمرار النزاع.
بدوره، وصف وزير الخارجية الكندي، جون بيرد، الانتخابات الرئاسية بـ«المزيفة والسخيفة». وفي بيان أصدره، قال بيرد إنّ «بشار الأسد توجه لصناديق الاقتراع لانتخاب نفسه كما حشد مناصريه للقيام بالمثل، في الوقت الذي كان فيه معارضوه يتعرضون للقتل بالبراميل المتفجرة التي يلقيها طيرانه الحربي عليهم». ودعا وزير الخارجية للانتقال إلى نظام «تعددي وديموقراطي» في سوريا، مشيراً إلى أن «الشرعية» تنبثق من إرادة السوريين، لا من «فئة قليلة تحتكر الحكم».
في المقابل، قال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، علاء الدين بروجردي، إنّ «الانتخابات التي جرت تبشر ببدء مرحلة جديدة من الاستقرار والمصالحة الوطنية في سوريا». وأضاف أنّ «الشعب السوري شارك بحرية تامة في الانتخابات وحملات الغرب وتضليله لم تنجح في ثني الشعب عن حقه»، مضيفاً: «إننا نحترم خيار الشعب السوري في اختيار رئيسه دون أي تدخل خارجي». واتهم بروجردي الولايات المتحدة الأميركية والغرب بدعم مقاتلي المعارضة، معتبراً أنّ «الولايات المتحدة وحلفاءها مسؤولون عن الجرائم ضد الشعب السوري، ويجب وقف دعمهم للإرهاب».
من جهته، اعتبر مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية، حسين أمير عبداللهيان، أن «المشاركة الواسعة للشعب السوري في الانتخابات الرئاسية دليل على انتصار الديموقراطية».
ورأى أنّ «على من يدعم الإرهابيين أن تصله رسائل الشعب السوري وأن يعود عن الطريق الخطأ الذي سلكه».
(الأخبار، أ ف ب)
14 تعليق
التعليقات
-
مبروك للاخوة في سوريا بهذا النصر العظيمالف مبروك للشعب السوري البطل ولرئيسه بشار الرجل الحكيم والخزي والعار لمن تامروا على سوريا ويسقط القناع انا جزائري واعرف معنى ما عناه الشعب السوري لاننا اكتوينا بنار الارهاب مدة 10سنوات ففرحة الشعب السوري هي فرحتنا المجد والخلود للشهداء الابرار الى كل من تامر خائن لن يقبلك من تحالفت معهم سيرمونكم عندما تنتهي مهمتكم القذرة.تحيا سوريا وقائدها الله معكم واصلوا صمودكم فالنصر قريب باذن الله
-
جميعا احتفلنا مع الشعب السوريهذا الشعب العظيم يعرف مصلحته أكثر من جميع الأوروبيين رغم انسداد الأفق الآن ستعود سورية أفضل مما كانت بعشرات المرات بعزم هذا الشعب المناضل الجبار الذي تحدى قذائف المورتر الظلامية الجاهلية وخرج إلى الشوارع لممارسة حقه في الانتخاب ولوضع بصمته الواضحة على مستقبل بلده ورسم معالم المستقبل بشكل واضح والتعبير عن دعمه لدولته ومؤسساته التي يقوم الجاهليون الجدد بمحاولة تخريبها وجرها إلى الخلف.
-
محاربة الإرهاب لا إسقاط النظام هدف الغرب في سوريا!يمكن للمرء أن يتخيل حجم الصدمة التي تشعر بهاالمعارضة السورية المسلحة بكافة تلاوينها ومشاربها ومواقعها بعد إنتخاب الأسد لفترة رئاسية لسبع سنوات. خسرت المعارضة الرهان بعد أن ظنت أنها على قاب قوسين أو أدنى من تسلم السلطة في سوريا لتكتشف أن الرئيس السوري لا يزال يحظى بتأييد شعبي كبير وإن ستظل تكابر وترفض هذا الواقع لبعض الوقت. تعلم المعارضة أنها بداية النهاية، فالغرب الذي راهنت عليه طويلاً ليمهد الطريق أمامها لتسلم الحكم في سوريا قد خذلها،و"أصدقاء سوريا" أداروا ظهرهم لها، و"أشقاؤهم" العرب مُنعوا من تسليمها أسلحة نوعية لتغيير الواقع الميداني على الأرض بسبب الخشية من وقوعها في أيدي التكفيريين والإرهابيين الذين قدموا أمثلة عن المدى المرعب الذي يمكن أن يصلوا إليه في ممارساتهم في المناطق التي يسيطرون عليها وقيام بعضهم بعمليات دموية داخل الغرب نفسه. اشارت صحيفة "الغارديان" البريطانية اليوم إلى تحول في السياسة الغربية عموماً. قالت بالحرف الواحد" مكافحة الإرهاب وليس تغيير النظام في سوريا أو الحرية تتصدر أجندة واشنطن وباريس ولندن هذه الأيام"!
-
عاشت سوريا الاسدوانتصر الخط المقاوم مرة اخرى واختار الشعب السوري ممثله وصمد رغم التهديدات قبيل الانتخابات وانتصر الشعب بورقة اقتراع وما زالت دماء الشهداء تسيل من الجيش والمواطنين واكبر انتصار لهذا الشعب هو التخبط الاميركي والاوروبي والصدمة من رؤية ملايين السوريين ينتخبون القائد بشار رئيسا لهم عاشت سوريا الابية وعاش شعبها المقاوم وعاشت العروبة التي فقدناها للاسف في زمن الخونة من الحكام العرب
-
إشتباكات عنيفة في الضاحيةالبارحة في الضاحية الجنوبية إندلعات مواجهات عنيفة استخدمت فيها كافة أنواع الأسلحة الخفيفة و المتوسطة و قذائف ال أربجي ،هذه ليست إشاعة و لكن هكذا كانت الأصوات و لون الرصاص في السماء يدل على هذا الأمر ، نعم لم تكن إشتباكات بل إحتفالات و كأن على السكان المسالمين عليهم دائما العيش في هذا الخوف من أعراس إلى وفيات إلى ظهور الزعماء إلى فوز رئيس من غير بلد في الإنتخابات و الدولة كالعادة تنفض يدها و تتحجج بالغطاء الأمني الذي رفعه الأمين العام منذ سنوات عن كل أفراد الحزب الذين يقومون بأفعال مماثلة أماحركة أمل فحدث و لاحرج أصلا إذا أمرهم نبيه بري فلا يلتزمون و لكن الأكثريةممن يقوم بهذه الأمور هم غير حزبيين و يعدون بالمئات موزعين على الأحياءو لو اشتغلت المخابرات بشكل صحيح لألقت القبض عليهم في ليلة واحدة (ليلة رأس السنة)أو على جزء منهم و عندها بينضبوا الباقيين ولكن للأسف الضاحية و طرابلس و بعض الأحياء هنا و هناك ستبقى رهينة كم أزعر لا تجرؤ الدولة على توقيفهم
-
النيجة كانت متوقعة طبعا و لكنمبروك للشعب السوري و النتيجة كانت متوقعة طبعا و لكن ليس بسبب التزوير أو الترهيب المخابراتي كما دأبت العادة(وقد يكون موجودا و لكن بنسب ضئيلة)إنما بسبب عدم توافر شخصية بديلةأو جهة سياسية يثق بها السوريين غير بشار الأسد فالمنافسون معدومون في الوقت الحالي بسبب الحرب القائمة و ظهور المعارضة بهيئة مالئي البطون في اسطمبول أو قاطعي الرؤوس في الداخل-لو كانت المعارضة تملك أكثرية لخاضت الإنتخابات- و عدم إمكانية وجود حياة سياسية و حزبية حقيقية و لكن إذا انتهت الحرب و صدق النظام بنواياه الديمقراطية و الإصلاحية فإن الإنتخابات المقبلة قد تشهد منافسة حقيقية ،على كل حال فوز بشار الأسد هو انتصار إقليمي و جيوسياسي أكثر منه داخلى و بالوقت الحالي هو الأفضل لسورياو نتمنى للشعب السوري الأمن و الامان و المستقبل الجميل.
-
الف الف مبروكشعب عظيم يعجز اللسان عن وصفه وقائد عظيم وبلد يستحق كل هذه التضحيات أنا ( بعشقك سوريا ) وآاااااااه
-
انتم العلة ...إن كل من ساهم في تشجيع المعارضة السورية على حمل السلاح واستجرار المقاتلين من الخارج ، لمقاتلة السلطة الشرعية دون اللجوء الى حوار مقنع ، يمكن من خلاله الوصول الى حلول ممكنة لا اؤدي الى تحد او تعنت ، لذلك إن من يتحمل مسؤولية هذه الفوضى الحاصلة في سوريا ، والتي اتوا بها من اجل تأمين الديمقراطية اثبتت عقمها ، لأنه لو كانت نية هؤلاء صحيحة وليست من اجل تغيير النظام ، للإتيان بنظام يخدم مصالح اميركا والغرب ومن خلالهما اسرائيل . ولأن الشعب هو مصدر السلطات ، فها هو الشعب يفوض من جديد الرئيس الأسد قيادة البلاد ، إذاً عليكم ان ترحلوا وترحلوا كل المرتزقة وتتركوا هذا الشعب يقرر مصيره . فلماذا نطالب بالحرية ونحن نقتل ونهان ونشرد ونهجر ....
-
"وان كان مكرهم لتزول منه الجبال"بذلوا البلايين من الدولارات للتخلص من هذا الرجل وتدمبر بلده. جلبوا عليه رعاع الدنيا وهمجها وفساقها ومغولها من العالم العربي والاسلامي ومن أوروبا وأمريكا. السلاح والعتاد والاعلام وكل ماتحتاجه هذه الحرب القذرة. شيكات مفتوحة على مدار الساعة من كل حدب وصوب. قطر وتركيا والسعودية ومشيخات الخليج أعلنوها حربا تكفيرية جهادية وهابية تحرق الأرض والانسان حتى لايبقى حياة فيها شيء من الكرامة. الجامعة العربية لم تكن مواقفها طيلة عمرها منذ تأسيسها أكثر خزيا وعارا مما كانت عليه مع سوريا، علماء السوء والبلاط أمثال القرضاوى ومن هم على شاكلته كانوا من أسخى الأسخياء في فتاويهم الجهنمية ضد العرض والأرض والمال والانسان. مع هذا كله يقف الشعب السوري اليوم بملايينه ليعلن ولاءه ومحبته وبيعته لهذا الرجل ولسوريا وجل ماعند أعدائه ليقولوه على موائد خمرهم انها انتخابات مضحكة وهزلية ومزيفة.. ألا تربت الأيدي وشاهت الوجوه..
-
سوري كندي مع بشار الأسدلقد قام بعض السوريين الميسورين في كندا وأمريكا للسفر ليوم واحد إلى كوبا للانتخاب والعودة بنفس اليوم. وقد قامت الجالية السورية في كل مقاطعة كندية ومدينة كبرى بالتجمع والانتخاب انتخاباً شرفياً وشكلياً فقط لإثبات الموقف، تجمعوا وانتخبوا غصب عن قرارات الحكومة الكندية والسيدان جون بيرد وستيفين هاربر. فليبقوا يكرروا كليشياتهم المثيرة للشفقة عن "البراميل المتفجرة" و"الديمقراطية" الوهمية التي يتشدقان بها. أين هي تلك الديمقراطية في التعامل مع السكان الأصليين (المشهورين خطأً باسم الهنود الحمر) في البلاد؟ وأين هي تلك العدالة في دعم كل شركات النفط والغاز على حساب تدمير البيئة الكندية؟ يروحوا يخيطوا بغير هالمسلة ... كل كندي له صداقة أو معرفة مع شخص من أصل سوري وطني شريف عرف الحقيقة وعرف أن كل ما جرى في سوريا لم يكن لا ثورة ولا بلوط، وعرفوا أن الأسد كان يدافع عن شعبه ولا يقتل شعبه.
-
مبروكمبروك للشعب السوري وللرئيس الاسد الولاية الجديدة نتيجة متوقعه هذا هو خيار الشعب السوري ومن يراهن على خيار آخر يكون غير واقعي او صاحب اجندة.
-
يبدو أنكم غير راضين عنيبدو أنكم غير راضين عن الموضوع لذا وحسب المثل الشعبي هناك حيطان كثيرة بامكانكم ان تفعلوا ما تروه مناسباً