يسعى الدبيبة إلى إثبات قدرته على إجراء الانتخابات قبل نهاية الصيف
لكنّ العقبة الرئيسة التي يواجهها الرئيس المكلّف اليوم، هي كيفية تعامله مع قوات اللواء المتقاعد، خليفة حفتر، الذي كان أعلن دعمه للرجل، إذ على الرغم من التوافق على تعيين وزير للدفاع، وإبقاء حفتر قائداً للجيش، إلّا أن الإشكالية تبقى متّصلة بالإطار التنظيمي الذي سيسعى حفتر إلى فرضه على باشاغا بخصوص القوات الموالية له. وفي هذا الإطار، يبدو أن الرئيس المكلّف سيسعى إلى حلّ المعضلة عبر إغراء اللواء المتقاعد بإمكانية العمل على رفع الحظر عن استيراد السلاح من الخارج، بما يتيح للأخير إعادة تسليح قوّاته. وفي الوقت نفسه، سيعمل على تدوير الزوايا مع رئيس البرلمان، عقيلة صالح، الذي لم يتنازل بعد عن رغبته في خوض الانتخابات الرئاسية، بخصوص القوانين التفصيلية التي ستكون حكومته مطالَبة بتمريرها لإجراء الانتخابات في صيف 2023، بحسب خارطة الطريق المبدئية التي سينال ثقة البرلمان على أساسها.
في المقابل، يسعى الدبيبة إلى إثبات قدرته على إجراء الانتخابات قبل نهاية الصيف، من دون أن يقدّم خطة واضحة تتيح تجنّب الفشل الذي آلت إليه عملية إجرائها في كانون الأول الماضي. كذلك، يعمل الدبيبة على استمالة قبائل طرابلس إلى صفّه، عبر الإعلان عن تسهيلات للمواطنين سواءً لشراء المنازل أو الأراضي، على رغم افتقاد مصادر التمويل المباشر لتلك التسهيلات. والظاهر أن رئيس الحكومة الحالي يريد، من وراء هذه القرارات، استثارة تحرّك شعبي مؤيّد له تحت شعار رفْض تسليم السلطة إلّا لحكومة منتخَبة، خصوصاً في ظلّ تسارع التحرّكات الدافعة نحو الاعتراف بحكومة باشاغا، ولا سيما من قِبَل القاهرة التي تعمل على إقناع عواصم عربية عدّة، من بينها الجزائر وتونس، بأهمّية اتّخاذ هذا الموقف، في وقت يحاول فيه الرئيس المكلَّف عقْد تفاهمات مع الأتراك، لضمان الحصول على دعم هؤلاء لحكومته.