تصرّ الإمارات على قيادة الجهد العربي الرامي للعودة التدريجية للعلاقات العربية - السورية
وبعيداً من البيان الرسمي للإمارات، أتى الموقف الأكثر وضوحاً وصراحة على لسان مستشار الشؤون الديبلوماسية في الإمارات، أنور قرقاش، الذي قال إن الزيارة "...تنطلق من توجّه الإمارات الرامي إلى تكريس الدور العربي في الملفّ السوري، كما تأتي من قناعة إماراتية بضرورة التواصل السياسي والانفتاح والحوار على مستوى الإقليم".
من هنا، يبدو واضحاً إصرار الإمارات على قيادة الجهد العربي الرامي للعودة التدريجية للعلاقات العربية - السورية، بما يعيد التأثير العربي في الأزمة السورية، وهو ما يتطلّب الاستماع لوجهات النظر الحكومية، بخاصة بعد تخلّي الجميع عن فكرة إسقاط النظام. كما أن حالة "الجفاء" التي يعيشها الإماراتيون والسعوديون، مع الولايات المتحدة، بعد التهميش الذي تعرضوا له من جانب إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، واستقباله أمير دولة قطر، تميم بن حمد، واعتباره الحليف الاستراتيجي لواشنطن من خارج حلف "الناتو"، كانت أيضاً من عوامل تسريع وتيرة التقارب مع دمشق، في ظلّ استراتيجية أوسع للتقارب مع موسكو. بالتالي، فإن الإمارات ربما تريد الذهاب أبعد في تقاربها مع روسيا، من خلال عدم الاكتفاء بالموقف الإيجابي نسبياً من الحرب في أوكرانيا، بل الاتجاه نحو الاتفاق معها على الموقف في سوريا، والتمرّد على الخطوط الحمر الأميركية.
كل ذلك، استدعى بياناً أميركياً شاجباً لزيارة الأسد إلى الإمارات، إذ صرح الناطق باسم الخارجية، نيد برايس، بأن الولايات المتحدة "تشعر بخيبة أمل وانزعاج عميقَين من زيارة الأسد"، واصفاً إيّاها بأنها "محاولة واضحة لإضفاء الشرعية على الزعيم السوري الذي يظلّ مسؤولاً وخاضعاً للمساءلة عن وفاة ومعاناة عدد لا يحصى من السوريين".