يبدو أن قمّة طهران نجحت - على الأقلّ - في تجميد العملية العسكرية التركية الجديدة في الشمال السوري، في انتظار ما ستفزره الجهود الروسية - الإيرانية المشتركة لإقناع القوات الكردية بإخلاء الشريط الحدودي. وإذ عكست تصريحات دمشق عقب القمّة، جانباً من ذلك النجاح، بإعراب الحكومة السورية عن ارتياحها لِمَا خلص إليه اللقاء، وتأكيدها أن تركيا لم تحصل على ما كانت تتطلّع إليه، فإن تحدّيات عديدة تَبرز أمام العمل الجاري على تطبيق اتفاقيات سوتشي السابقة، على رأسها ضرورة إخلاء المناطق المهدَّدة بشكل فعلي لا رمزي، وهو ما لا تزال «قسد» تبدي فيه تذبذباً. أمّا بخصوص بقيّة الملفّات التي بحثتها القمّة، فقد أنبأ الجوّ السائد في طهران، باعتقاد الأخيرة بنجاحها في تصدير الصورة المطلوبة من «التضامن» بين الأطراف المستهدَفة بالعقوبات الغربية، فيما ثبت بوضوح توجّه كلّ من روسيا وإيران إلى تعزيز علاقاتهما على المستويات كافّة، الأمر الذي سيكون محطّ متابعة ورصد من قِبَل الأطراف الغربية، التي لا تستبشر خيراً بتلاقي خصومها والمعاندين لسياساتها