من جهته، وصف بلال صمبور، من جامعة يلديريم بايزيد، ما حصل بأنه «مجزرة»، ورأى أن رواية تركيا حول أن «العمّال الكردستاني» يقف وراء العملية، لم تَجِد صدىً كبيراً في الولايات المتحدة وروسيا وإيران والعراق، لافتاً إلى أن موقف بغداد مختلف هذه المرّة، إذ يمكن أن يبعدها أكثر عن الأتراك في المستقبل. وقال إنه «كان للسنّة والشيعة في العراق موقف شبه موحّد، فيما حرصت أربيل على عدم تأثير الحادثة على العلاقات بينها وبين أنقرة»، معتبراً أن حادثة زاخو ربّما تمثّل «نقطة انكسار لتركيا في العراق لفترة طويلة». وبخلاف صمبور، لا يعتقد بيلغاي دومان، منسّق دراسات العراق في مركز «أورسام» للدراسات الاستراتيجية، أن العلاقات التركية - العراقية تدهورت، كون البلدَين حريصَين على استمرارها. ووفق الباحث، هناك أطراف غير مرتاحة للعلاقات بين أنقرة وبغداد وتريد تعطيلها، ولكن «بعد تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، ستمضي العلاقات أقوى من ذي قَبل، والحكومة العراقية تحتاج إلى تركيا أكثر من حاجتها إلى العراق».
لم يحرّك مسؤولو كردستان ساكناً، لأن العمليّات تجري ضدّ فصيلٍ كردي معارض لحُكم الأسرة البارزانية
من جانبه، شدّد السفير التركي السابق والنائب عن «حزب الشعب الجمهوري» الحالي، أونال تشيفيك أوز، على أن على تركيا توضيح الوضع حتى لا تبقى متَّهمة، فيما دعا «حزب الشعوب الديموقراطي» الكردي، البرلمان، إلى الاجتماع الفوري، واصفاً الهجوم على زاخو بأنه «روبوسكي الثاني»، في إشارة إلى هجوم لطائرات «إف-16» تركية عام 2011 على قرية روبوسكي الكردية في محافظة شيرناك، ومقتل 34 شخصاً. وقال نائب الحزب عن ديار بكر، هوشيار أوزصوي، إن تركيا تُواصل انتهاج سياسة الإنكار التي أصبحت سياسة الدولة، إلّا أن «ما يميّز هذه الحادثة عن سابقاتها، هو أن القتلى من العرب، وهو ما خلق توتّراً في العراق»، معتبراً أن أصل المشكلة هو «عسكرة القضيّة الكردية» في تركيا وخارجها، وغياب أيّ حلٍّ لها. ورأى أنه «إذا لم تتغيّر النظرة إلى القضيّة الكردية، ستستمرّ المجازر». أمّا الكاتب فهيم طاشتكين، فنبّه إلى أن نتائج العمليات العسكرية التركية في شمال العراق ليست كما هي معلَنة، إذ تمّ دفع تركيا إلى مواضع حسّاسة دبلوماسياً وتجارياً. وانتقد الكاتب المعارضة التركية، معتبراً أن وقوفها إلى جانب الحكومة في ما يتعلّق بالعمليات العسكرية خارج الحدود، يتطلّب منها تقييماً جديداً ومختلفاً.
وكتبت صحيفة «يني أوزغور بوليتيكا» الكردية، من جهته، أنه في وقت كان يُنتظر فيه ما إذا كانت قمّة طهران قد أعطت الضوء الأخضر لإردوغان ليهاجم شمال سوريا، حدثت المجزرة التركية في زاخو، مشيرةً إلى «أهميّة أن يكون القتلى من العرب، حتى ينتفض المجتمع العراقي والعربي، لأنه لو كان القتلى من الأكراد لما سمع بهم أحد». وانتقدت الصحيفة موقف قيادة إقليم كردستان الذي يرى أنه لولا وجود «العمّال الكردستاني» في شمال العراق، لَمَا هاجم الجيش التركي المنطقة، متسائلةً: «هل كان هناك حزب عمّال كردستاني عندما ارتكبت أنقرة المجازر بحقّ الأكراد في العشرينيات والثلاثينيات؟ أفضل ردٍّ على مجزرة زاخو هو مطالبة الجيش التركي بالانسحاب الكامل من شمال العراق».