لم تكد إسرائيل تنهي عدوانها على قطاع غزة، والذي تَرافق أصلاً مع حملة تضييق واسعة النطاق في الضفة الغربية، حتى انقضّت على الأخيرة، مُصفِّيةً ثلاثة من مقاوميها المطارَدين. وينبئ هذا التطوّر، الذي أجّج الغضب في الشارع الفلسطيني وأشعل العديد من نقاط المواجهة، بأن دولة الاحتلال ستعود، مدفوعةً بما ترى أنه إنجاز حقّقته في حرب غزة الأخيرة، إلى تصعيد سياسة «جزّ العشب»، في إطار سعْيها الدؤوب منذ سنة إلى منْع فصائل المقاومة في القطاع من التدخّل في ما يجري في الضفة، التي تُعدّ «جوهرة» المشروع الاستيطاني الصهيوني. لكن ردّة الفعل التي أعقبت اغتيال إبراهيم النابلسي ورفاقه، تشي بأن نموذج جنين، والذي امتدّ إلى مدن أخرى مثل نابلس وطوباس، إلى حدّ أن شمال الضفة بات يُوصف بـ«قلعة الجهاد الإسلامي»، لن يكون من السهل القضاء عليه، على رغم التعقيدات الكثيرة وصعوبة الواقع الذي ولّدته سياسة «طنجرة الضغط» الإسرائيلية