يتعاظم القلق الإسرائيلي حيال الأوضاع في الضفة المحتلّة، والتي تُنذر بالنسبة إلى الاحتلال بـ«انتفاضة» لن تكون مُشابهة لكلّ ما شهدته الأراضي الفلسطينية سابقاً؛ حيث يَبرز خلْفها مقاتلون شجعان وسريعو الحركة وملهِمون. وإذ تُحمَّل حركتا «الجهاد الإسلامي» و«حماس» المسؤولية عن هذا الواقع، إلى جانب تلميح إلى دور لإيران و«حزب الله» في تَشكُّله، فما لا يغيب عن الصورة أيضاً هو ضعف السلطة الفلسطينية، التي باتت على ما يبدو قاصرة عن القيام بدور المُقاوِل الأمني لصالح الاحتلال، والذي كانت أدّته على أكمل وجه على مدار سنوات طويلة. على أن ذلك العجز يبدو سائراً جنباً إلى جنب ظاهرة أخرى ليست أقلّ إدهاشاً، عنوانها انخراط مقاتلي «فتح» والأجهزة الأمنية الفلسطينية مع مقاوِمي الفصائل في الإعداد لعمليات المهاجمة والتصدّي، وتنقيلها، وإيصالها إلى أهدافها، بل وتنفيذها. إذ تُفيد معطيات «الأخبار» بأن الجيل الجديد من أبناء الأجهزة التي ربّاها كيث دايتون، «يؤدّون اليوم دوراً خفيّاً ومهمّاً في رفد فصائل المقاومة بالمعلومات التي يتحصّلون عليها من بيئة عملهم»، فضلاً عن مشاركتهم «إلى جانب كتيبة جنين في التصدّي للاقتحامات وتنفيذ عمليات إطلاق النار»