يبدو أن مخاوف إسرائيل من انتفاضة فلسطينية ثالثة في الضفة الغربية المحتلّة، في مكانها تماماً. إذ لا يكاد يمرّ يومٌ من دون وقوع اشتباكات في غير منطقة، أضيفَ إليها أمس عنصر نوعي جديد تَمثّل في تمكّن المقاومين من تفجير عبوة ناسفة بدورية عسكرية إسرائيلية، وتحقيق إصابة مباشرة فيها. تطوُّر تَجهد سلطات الاحتلال في محاولة إيجاد حلول «مبتكرة» لمواجهته، وآخرها إدخال الطائرات المسيّرة على خطّ تنفيذ عمليات الاغتيال ضدّ المقاومين. وإذ لا تبدو تل أبيب قادرة على إيقاف هذا السيل الذي يجتاح الضفة بعمليات موضعية لا تُقارب الاجتياح الكامل الذي أقدمت عليه عام 2002، يبحث الكيان العبري، بدفْع من حليفته واشنطن، خيارات موُازية من أجل استنقاذ السلطة الفلسطينية، التي يُعزى - من بين أسباب أخرى - إلى ضعفها تصاعُد حالة الاشتباك وتمدّدها في الضفة. وفي انتظار ما يمكن أن تَكشف عنه هذه المباحثات، يتزايد التوتّر يوماً بعد يوم، وسط تحذيرات أميركية من أن «الوضع على الأرض أسوأ ممّا يبدو»، وتوصيات بضرورة «اتّخاذ خطوات عاجلة لمساعدة الفلسطينيين»