بلغت مشهديّة الاشتباك المتشكّلة في الضفة الغربية المحتلّة، إحدى أهمّ ذرواتها أمس، بعملية نوعية استطاع خلالها فدائيان فلسطينيان نصْب كمين لقوّة من جيش الاحتلال، وقتْل ضابط منها. عملية حملت دلالات كثيرة بالنسبة إلى إسرائيل، كونها جاءت في ذروة الاستنفار الأمني في الأراضي المحتلّة، وفي وقت تسارعت فيه حملة «كاسر الأمواج» من أجل وقف مسلسل الهجمات والمواجهات المتنقّل، فضلاً عن أن أحد منفّذَيها - ولعلّ هذا هو الأهمّ - هو عنصر في جهاز الاستخبارات الفلسطينية. بناءً على ذلك، يبدو أن هجوم حاجز الجلمة سيقرع جرس الإنذار بقوّة لدى سلطات العدو، العالقة، إزاء ما تشهده الضفة، بين الإقدام على حملة عسكرية واسعة لا تبدو مضمونة النتائج، وبين إقامة جسر دعم مالي وعسكري للسلطة وأجهزتها من أجل تمكينها من مقارعة المقاومين، في سيناريو لا يَظهر هو الآخر مكفولاً، بالنظر إلى ما تتحسّسه إسرائيل من بوادر تمرّد داخل السلطة، وعلامات انبعاث لا تفتأ «كتائب شهداء الأقصى» تُسجّلها. وفي انتظار حسم خياراتها، يتصاعد قلق تل أبيب من «العاصفة الكاملة»، خصوصاً على أعتاب الأعياد اليهودية، والتي يُتوقّع أن تتزايد فيها العمليات الفدائية ليس في الضفة فقط، وإنّما في الداخل المحتل أيضاً