بات أكيداً، بالنسبة إلى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، أن خلية منظَّمة هي التي خطّطت للعملية التفجيرية المزدوَجة في القدس ونفّذتها، لكنّ التثبّت من هُويّة هذه الخلية والوصول إليها لا يزالان متعذّريْن. وإذ تشتبه سلطات العدو في أن مجموعة فلسطينية من سكّان شرقيّ القدس تقف خلْف الهجوم، فهي تعتقد أن عناصر تلك المجموعة عملوا تحت إشراف «مهندس» تبدو بصمته واضحة في نجاح العملية والاحترافية التي وسمتْها، وهو ما يقود، بحسب التحليلات الإسرائيلية، إلى توجيه أصابع الاتّهام إلى فصائل المقاومة في قطاع غزة بالضلوع في الضربة التي أعادت إحياء كوابيس الانتفاضة الثانية. وعلى خلفية ذلك، أوصلت دولة الاحتلال إلى حركة «حماس»، عبر الوسيط المصري، رسائل تهديد بأن «ردّاً إسرائيلياً قاسياً» ينتظر القطاع في حال ثبوت اشتراك الحركة في الهجوم، الأمر الذي ردّت عليه الأخيرة بأن المقاومة اليوم هي غير المقاومة عام 2002، وأن أيّ مغامرة إسرائيلية ستجعل «مدن الاحتلال كلّها تحت مرمى النيران الفلسطينية»