أكد أبو بكر القربي تعثُّر المفاوضات بين صنعاء والرياض التي تتوسّط فيها مسقط
ولم تقتصر مؤشرات التصعيد العسكري على الجبهة الجنوبية لمأرب فحسب، إذ يعمل العدوان، وفق مصادر عسكرية في صنعاء، على استثمار ثبات اتفاق وقف إطلاق النار على مدى الشهرين الماضيين، وفشل الأمم المتحدة في تمديده، للانتهاء من ترتيباته العسكرية التي رُصدت في جبهات الضالع ولحج والبيضاء. وتزامن التصعيد أيضاً مع تحرّكات ديبلوماسية أوروبية - أميركية تركّزت على تثبيت التهدئة العسكرية، من دون أن تدفع نحو إحلال السلام؛ فالمبعوث الأميركي إلى اليمن، تيم ليندركينغ، وضع، خلال جولته الأخيرة في المنطقة، والتي شملت كلّاً من سلطنة عُمان والسعودية، أمن إمدادات الطاقة على رأس الأولويات. وعقد المبعوث لقاءً افتراضيّاً مع وزير مالية حكومة عدن، ومحافظ البنك المركزي في المدينة، بحثوا خلاله الخيارات المتاحة لإعادة تصدير النفط اليمني، وتداعيات قرار حظر صنعاء إنتاج الخام وتصديره، والتدابير الأمنية للشركات الملاحية التي اتّخذتها الحكومة في عدن.
في هذا الوقت، أكّد وزير الخارجية اليمني الأسبق، أبو بكر القربي، تعثُّر المفاوضات بين صنعاء والرياض التي تتوسّط فيها مسقط، وذلك بعدما أَحرزت تقدُّماً ملموساً، ما يُنذر بعودة الحرب للتصدُّر من جديد. وأشار القربي، في سلسلة تغريدات عبر حسابة في «تويتر»، إلى أن ملفّات الموارد وصرْف المرتّبات والوجود العسكري الأجنبي في المطارات والجزر اليمنية، تسبّبت بوقْف المفاوضات، مبيّناً أن «التطوّرات المتلاحقة تشير إلى إمكانية العودة إلى تصعيد عسكري». وسبق تصريحات القربي بقليل لقاء جمع المبعوث الأميركي، إلى السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، بحثا خلاله الدفع بالعملية السياسية التي تقودها مسقط مع صنعاء، في موازاة الدفع بالأوضاع في هذا البلد نحو مزيد من التصعيد. وفي هذا الإطار، أعلنت الحكومة الموالية لـ«التحالف»، يوم أمس، أنها أقرّت إجراءات من شأنها تشديد القيود على دخول الوقود إلى مناطق سيطرة صنعاء، وفق ما نقلته قناة «الحدث» السعودية. ويرى مراقبون أن هذه الإجراءات ستمثّل بداية جولة تصعيد عسكري جديدة لن تستثني الرياض وأبو ظبي، وأشاروا إلى أن تهديدات وزارة دفاع صنعاء، التي توعّدت، قبل أيّام، بـ«معركة مختلفة لم يسبق للعدو أن واجهها، وتفوق كلّ توقّعاته وتجهيزاته العسكرية»، تؤكد أنها فتحت كلّ الأبواب لمساعي السلام، ولكنها وجدت نفسها مضطرة للعودة إلى مربع الحرب.