في زيارة استطلاعية تهدف إلى الوقوف على حقيقة ما تعيشه دولة الاحتلال من اضطرابات سياسية داخلية، حطّ مسؤول الأمن القومي الأميركي، جايك سوليفان، في تل أبيب، حيث أجرى سلسلة لقاءات مع المسؤولين الإسرائيليين، السياسيين والأمنيين. وإذا كانت هذه اللقاءات تستهدف، في جانب منها، الوقوف على مدى استمرار إمساك بنيامين نتنياهو بناصية القرار في ظلّ الخشية من إفلاتها من يديه لمصلحة الشخصيات اليمينية الفاشية غير المنضبطة، فهي تستهدف أيضاً إبلاغ إسرائيل جملة توصيات و«لاءات» سيتعيّن على القيادة الحالية الالتزام بها، وعلى رأسها ضبْط التصعيد في الأراضي المحتلّة، مقابل وعد أميركي «مغمغم» بتعزيز المواجهة ضدّ إيران، والعمل على دفْع التطبيع مع الدول الخليجية، وعلى رأسها السعودية، قُدُماً، فضلاً عن تثبيت اعتراف واشنطن بالقدس «عاصمة» للكيان. أمّا في رام الله، فلم يملك سوليفان أيّ جوائز ليقدّمها للسلطة الفلسطينية التي تُواصل التشبّث بمركب العجز، في وقت يصعّد العدو جرائمه في الضفة الغربية المحتلّة، من دون أن يفلح إلى الآن في نزع فتيل المقاومة التي تستمرّ في التصاعد والتناغم ما بين نابلس وجنين وغيرهما من مدن الاشتباك ومخيّماته