قوات الأجهزة الأمنية شرعت في إطلاق الرصاص الحيّ وقنابل الغاز تجاه الأهالي، بمجرد محاولتهم منعها من إزالة معدّات المقاومة
بدورها، اتّهمت عائلة الشهيد عبد القادر زقدح، أجهزة أمن السلطة، بقتل ابنها على نحو متعمّد، مؤكدةً أن الأجهزة الأمنية قامت بإطلاق النار بشكل مباشر تجاه المواطنين الذين كانوا يتواجدون أثناء الحدث. وفيما دانت حركتا «حماس» و»الجهاد الإسلامي» سلوك الأجهزة الأمنية في المخيّم، نقلت شبكة «قدس» الإخبارية المحلّية، تصريحاً عن «الشبيبة الفتحاوية» (الإطار الطالبي لحركة «فتح» في جامعة بيرزيت)، دانت فيه ما جرى، مطالبةً الأجهزة الأمنية بـ»حماية شعبنا واحتضان الحالة النضالية لا مواجهتها أو إقحامها في أيّ صدام داخلي، ونستنكر الجريمة البشعة في مخيّم طولكرم والتي لا تمتّ إلى ثقافتنا وأعرافنا الوطنية بصلة، ونتقدّم بأحر التعازي إلى عائلة زقدح، وندعو إلى محاسبة المتورّطين بشكل علني، حفاظاً على النسيج الوطني واحتراماً لتضحيات شعبنا ومناضلينا».
بدورها، اتهمت «كتيبة طولكرم» التابعة لـ»سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي»، السلطة الفلسطينية بإطلاق النار على المدنيين والمقاومين، ما أدّى إلى مقتل الشاب زقدح. وأكدت، في بيان، أن عناصرها لم يطلقوا النار تجاه الأجهزة الأمنية، وأن مسؤولاً في الكتيبة كان قد تواصل مع الأجهزة الأمنية لحلّ الخلاف، لكنّ الأمور توتّرت حينما أَطلقت الأجهزة الرصاص الحيّ وقنابل الغاز على الأهالي. وقال مصدر قيادي في «كتيبة طولكرم»، لـ»الأخبار»، إن ما حدث الأربعاء، هو «السيناريو الذي كان يترقّبه المقاومون، خصوصاً بعدما فشلت الأجهزة الأمنية في تحقيق أيّ اختراق يُذكر على صعيد دفْع المقاومين إلى تسليم سلاحهم»، مضيفاً أن «الاستسهال في إطلاق النار تجاه الأهالي، ومحاولة اتّهام المقاومين بالتسبّب باستشهاد الشاب زقدح، لضرب علاقة المقاومة بحاضنتها الشعبية أولاً، ولدفعنا إلى الاشتباك الداخلي، كل ذلك هو مخطّط خطير، نتعامل معه بكثير من الحكمة والصبر، ليس من باب الضعف، إنّما لقطع الطريق أمام تحويل رصاصنا إلى حيث يتمنّى الاحتلال، والردّ على كل تلك المخطّطات، سيكون عبر زيادة العمليّات والمشاغلة الموجّهة للاحتلال فقط».