ويبدو أن الاجتماع الذي عَقده الأميركيون، لم يثمر التهدئة المطلوبة، وهو ما ظَهر جلياً في بيان صوتي لشيخ مشايخ قبيلة «العكيدات»، أكّد فيه أن «أيّ حديث عن هدنة مع قسد غير صحيح، والمعارك مستمرّة معها في كامل المنطقة». ومن جهتها، أكّدت «قسد»، عبر المركز الإعلامي التابع لها، أنه «تمّ منْح مهلة أخيرة للمسلّحين المتسلّلين إلى ذيبان والشيحل للاستسلام»، مشيرةً إلى أن قواتها «ماضية في الحسم وإعادة الاستقرار إلى المنطقة». وقال مدير المركز، فرهاد الشامي، إن «سبب التأخير في عمليات الملاحقة والتمشيط، هو تعمُّد المسلّحين نقل المعركة بين صفوف المدنيين، لجرّ قسد إلى معركة لا تريدها»، مشيراً إلى أن «قواتهم مشّطت بلدة البصرة بالكامل، ودخلت الشحيل وتعمل على تمشيطها، وتتّجه نحو الحسم في بلدة ذيبان». وبدورها، أكّدت مصادر عشائرية، لـ»الأخبار»، أن «حديث قسد عن خروج خمس قرى فقط عن سيطرتها غير صحيح»، مشيرة إلى أن «الخطّ الشرقي من ذيبان والسحيل ومروراً بالشعفة وهجين ووصولاً إلى الباغوز بات بيد أبناء العشائر»، لافتة إلى أن «المفاوضات لم تثمر عن أيّ جديد»، وأن «العشائر ستجتمع في مقرّ مشيخة العكيدات لتحديد المصير ومستقبل المعارك في المنطقة».
في غضون ذلك، تواصلت البيانات العشائرية المؤيّدة لأبناء العشائر والرافضة لحملة «قسد» الأمنية في ريف دير الزور، وهو ما ظهر في شيخ مشايخ «قبيلة الجبور في سوريا والوطن العربي»، الشيخ نواف عبد العزيز المسلط، الذي أعلن «النفير العام لكلّ قبائل الجبور في سوريا والعراق»، داعياً «كلّ أبناء العشائر وأبناء قبيلة الجبور المنضمّين إلى قسد، إلى الانسحاب منها فوراً»، مطالباً بـ»ضرورة فتْح الجبهات في الرقة والحسكة ضدّ قسد، لمؤازرة أهالي دير الزور وتخفيف الضغط عنهم». كما اعتبر أن «القضيّة باتت قضيّة كرامة، وكرامة العشائر لا يمكن المساس بها من أيّ جهة كانت».
واصلت فصائل «الجيش الوطني» المدعوم من تركيا، فتْح المزيد من الجبهات ضدّ مناطق سيطرة «قسد»
كذلك، واصلت فصائل «الجيش الوطني» المدعوم من تركيا، فتْح المزيد من الجبهات ضدّ مناطق سيطرة «قسد»، من خلال مهاجمة العديد من النقاط المشتركة لهذه الأخيرة وللجيش السوري في كلّ من أرياف الحسكة والرقة وحلب. وهاجم المسلّحون مواقع مشتركة للجانبَين المذكورَين في قرى الطويلة وتل طويل والخمسين والدشيشة، ما أدّى إلى مقتل ثلاثة جنود سوريين، بينهم ضابط، ومقتل وإصابة عدد من المسلّحين. وامتدّت الاشتباكات إلى قريتَي الطركي وصكيرو في ريف تل أبيض شمال الرقة، مع قطع الطريق الدولي «M4» لساعات، قبل أن يستعيد الجيش و»قسد» السيطرة على المنطقة. كما صدّت القوات السورية بمؤازرة من الطيران الروسي، هجوماً جديداً على خطوط التماس في ريف منبج، وتحديداً في قرى عرب حسن والمحسنلي، وسط معلومات مؤكّدة عن مقتل وإصابة عدد من المسلحين.