خلافاً للضخّ الإعلامي الذي يقدّم صورة مضطربة لمحافظة السويداء، على وقع استمرار بعض الاحتجاجات، للأسبوع الثالث على التوالي، تبدو الأوضاع في المحافظة أكثر هدوءاً ممّا يجري تصديره في ظلّ عودة الدوائر الحكومية والفعاليات الاقتصادية إلى العمل، وبقاء التجمعات الاحتجاجية بشكل لا يعيق حياة المواطنين وأعمالهم. الاحتجاجات التي جاءت اعتراضاً على الأوضاع الصعبة التي يعيشها أبناء السويداء، والتي لا تستثني أيّاً من المحافظات السورية المتبقّية، اكتسبت في الأيام الأولى زخماً إعلامياً بارزاً، لاعتبارات تتعلّق بخصوصية المحافظة التي نأت بنفسها عن نيران الحرب. وبعدما اقترنت تظاهرات السويداء بأخرى صغيرة خرجت في بعض مناطق درعا، وسط آمال لم تخفِها المعارضة بشتّى أصنافها بامتدادها إلى محافظات أخرى، من بينها اللاذقية وحلب، ظلّت هاتان الأخيرتان محافظتَين على هدوء كبير، لم تتخلّله أيّ اضطرابات، في وقت لم تؤدِّ فيه احتجاجات درعا المحدودة إلى استقطاب مزيد من المحتجين، لتسجّل هي الأخرى هدوءاً مماثلاً، ما أبقى الحراك محصوراً ضمن السويداء.