في مراكز الإيواء، التي تضجّ بأكثر من 300 ألف نازح، يبدو الأمر مأساوياً للغاية
من جهته، دان سلامة معروف، وهو مسؤول المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، سلوك «الأونروا»، واعتبر أنها سارعت إلى التنصّل من واجباتها تجاه أهالي مناطق مدينة غزة وشمالها، حيث غادر موظفوها تلك المناطق إلى جنوب القطاع، وأخلوا مسؤوليتهم تجاه النازحين واللاجئين. وأضاف معروف، في تصريح صحافي، أن «سلوك الوكالة لم يقتصر على انسحاب الموظفين، وترك مراكز الإيواء للمجهول، إنما أيضاً لم يتحمّلوا مسؤولية النازحين إلى الجنوب، حيث لم تقدّم الوكالة لهم أيّ خدمات، ولا مراكز إيواء للإقامة بها (...) نستنكر احتجازها للمساعدات التي كان من المفترض أن يتمّ توزيعها على النازحين إلى مراكز الإيواء، حيث لا تزال تحتفظ بها في مخازنها».
في مراكز الإيواء، التي تضجّ بأكثر من 300 ألف نازح، يبدو الأمر مأساوياً للغاية. في زيارتها لمدرسة الفاخورة، رصدت «الأخبار» تكدّس أكثر من 30 شخصاً في حجرة صفّية لا تتجاوز مساحتها الـ40 متراً، حيث يفترش الأهالي أرض الفصل، وسط تردّي المستوى الصحّي، وعدم توفّر أيّ مقوّمات حياة. يقول أبو محمود، وهو أحد النازحين من مدينة بيت حانون: «خرجنا من المنزل من دون أيّ مستلزمات، بتنا على البلاط من دون أغطية لثلاثة أيام، قبل أن يقدّم لنا أهل الخير بعض الأغطية. لم تقدّم لنا الوكالة أي رعاية. الأمراض الجلدية بسبب قلة النظافة تتفشّى بين الأطفال. لا أحد مكترث لأمرنا». أمّا محمد المصري، وهو الآخر نازح من بيت حانون، فقد حمل برفقة شقيقه، والديه المسنَّين إلى مدرسة مشروع بيت لاهيا، من دون أن يتمكّن من جلب أدويتهما وجهاز التنفس الخاص بوالدته. يقول في حديثه إلى «الأخبار»: «والدتي مسنّة، ومريضة بتهتّك حادّ في الرئتين، ولا تتنفّس إلا على الأوكسيجين، لم نتمكّن من حمل الأنابيب معنا، ولم نجد مستشفى يستقبلنا، وها نحن ننتظر أن تموت على مرأى من عيوننا».