وفي شأن احتمال استخدام واشنطن الأراضي العراقية في التدخّل لمصلحة العدو، يلفت الكعبي إلى أن «الحشد الشعبي عداؤه مطلق مع الإدارة الأميركية، وبالتالي، حتماً، لا يسمح الحشد الشعبي، سواء انطلاقاً من عقيدته أو من أدبياته أو من مواقفه الإنسانية تجاه قضايا الأمة، بتدخّل كهذا. هذا موقف بديهي». ويشير الكعبي إلى أن «خروج العراقيين من كلّ الأطياف في مليونية يوم الجمعة الماضي، يصبّ في نقطة واحدة، وهي أن الشعب العراقي والشعوب العربية والإسلامية ترفض المساعدة الأميركية غير المبرّرة إنسانياً للصهاينة على حساب المظلومين. لهذا السبب، نقول إن تأكيدات قادة الحشد الشعبي، ومنهم الحاج فالح الفيّاض، توضح أن الشعب العراقي قلباً وقالباً مع القضية الفلسطينية»، مضيفاً «إننا سوف نشهد يوم الجمعة المقبل كذلك خروج ملايين أخرى تناصر الشعب الفلسطيني وقضاياه العادلة». وكان الفياض قد شدد «على القيام بكلّ الواجبات تجاه الشعب الفلسطيني، سواء على صعيد المساعدات الإنسانية أو المستوى العسكري»، مبدياً رفضه قيام الأميركيين بإسناد الإسرائيليين ضدّ الفلسطينيين، واستخدامهم الأراضي العراقية منطلقاً لإيذائهم.
من الممكن أن يتّخذ «الحشد» خطوات تصعيدية في الأيام القادمة
وفي سياق الاستنفار لمؤازرة غزة، تشهد بغداد، اليوم، جلسة طارئة لـ"اتحاد البرلمانات العربية"، يؤمل منها اتخاذ موقف ينسجم مع إرادة الشعوب العربية إزاء القصف الإسرائيلي والحصار المفروض على القطاع.
وصوّت مجلس النواب العراقي، الأحد الماضي، على مقرّرات خاصة بالمعركة الدائرة، نصّت على إدانة سياسة القتل والتهجير وهدم المنازل، ودعت "اتحاد البرلمانات العربية" إلى الالتئام في بغداد لاتخاذ موقف موحّد يدعم الشعب الفلسطيني، من خلال مطالبة الأمم المتحدة بالعمل الفوري على فتح منافذ إيصال المساعدات إلى غزة، بالإضافة إلى دعوة مجلس الأمن إلى تحمّل مسؤوليته باتخاذ ما يلزم لوقف التصعيد، حسبما ذكر بيان البرلمان العراقي. وكان رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، قد أمر، الخميس الماضي، بإرسال مساعدات إنسانية إلى القطاع المحاصَر، وفق ما ذكر المتحدث باسم الحكومة.
ويدعو النائب عن «تحالف عزم»، رعد الدهلكي، إلى «خريطة طريق من ثلاثة محاور لنصرة غزة، أولها إيقاف تصدير النفط، والثاني دخول الجيوش العربية حالة الإنذار القصوى، والثالث إعلان التعبئة الشعبية. وحينها سنرى تراجعاً صهيونياً وإنهاءً لما يجري من مجازر وحشية». ويرى الدهلكي، في تصريح إلى «الأخبار»، أن «ما يجري في غزة من مجازر يومية على أيدي فلول الصهاينة يجعلنا بحاجة إلى مغادرة سياسة التنديد والتصريحات والاستنكار أو توزيع التهديدات هنا وهناك من دون أفعال». أما النائب عن البصرة، عامر عبد الجبار، فيلفت إلى أن «هناك صمتاً عربياً رهيباً إزاء الإبادة الجماعية التي تشهدها غزة في الوقت الحالي. لم تكن هناك مواقف عربية واضحة، بل جميعها مخجلة ولم ترتقِ إلى مستوى البشاعة التي يرتكبها الاحتلال». ويضيف، في تصريح إلى «الأخبار»، «إننا على مستوى العراق، كنا سبّاقين في التظاهرة الشعبية المليونية التي دعا إليها زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، وكذلك في البرلمان صوّتنا على مقرّرات مهمّة لدعم فلسطين، ومنها إرسال مساعدات إغاثية إلى المتضررين». وبشأن اجتماع البرلمانيين العرب، يؤكد عبد الجبار أن «هذا لا يكفي تجاه ما يحدث في غزة من جرائم حرب وإبادة تخالف القيم الإنسانية. يجب أن تكون ثمّة قرارات عربية إسلامية تخدم فلسطين ولا تخذلها بالشعارات والمواقف الباردة».