غزة تقدّم الدم والسماء تطبق عليها ناراً، هل أخشى على وظيفتي، أم أفتش عن وسيلة أفعل للتضامن؟
وإلى الحضور الشعبي، كانت فعاليات الضاحية كلّها في باحة الشورى من نواب ومسؤولين حزبيين ورؤساء بلديات ووزراء. كما حضر أطباء وممرّضون بأثوابهم البيض، لأن «المستهدف الأول في غزة هو الكادر الطبي للوصول إلى الإبادة التامة للشعب الفلسطيني»، بحسب المدير الطبي في مستشفى الرسول الدكتور علي رباح الذي رأى أنّ غزة تتعرّض لـ«محرقة نازية، ومخطط تهجيري، وأضعف الإيمان الوقفة التضامنية مع المستشفيات التي تُضرب عن سابق إصرار وتعمّد».
وألقى رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله هاشم صفي الدين كلمة أشار فيها إلى «أنّ غزة قسّمت العالم إلى قسمين، ولا مكان للرمادية، فإمّا أن نكون مع أطفال غزة، وإمّا مع إسرئيل»، ورداً على التهديدات والرسائل التي حملها المبعوثون الدوليون إلى لبنان خلال الأيام الماضية، حذّر صفي الدين «الأوروبي الخبيث» من الحسابات الخاطئة، وذكّر بـ«بالبوارج التي أتت إلى لبنان، ومن ثمّ فرّت لا تلوي على أعقابها»، ولفت إلى «أنّ المقاومة أقوى بآلاف المرات على مستوى السلاح، والتجارب، كما الشعب، وأيّ خطأ قد يُرتكب مع المقاومة سيكون الجواب عليه مدوّياً، فالعصر هو عصر المقاومة والقسام وسرايا القدس وكلّ المقاومة من سوريا ولبنان واليمن والعراق وصولاً إلى إيران».
ولليوم الثاني على التوالي، بعد الاعتصام العفوي الذي تداعى اليه شبان على وسائل التواصل الاجتماعي ليل أول من أمس أمام «القاعدة الأميركية» في عوكر، احتشد متضامنون أمس مجدّداً أمام سفارة واشنطن التي تدعم العدوان على غزة، حيث تجدّدت المواجهات بين المتظاهرين والقوى الأمنية التي أقفلت مداخل السفارة بالأسلاك الشائكة، وتصدّت لمحاولة المتظاهرين اجتيازها بالقنابل المُسيّلة للدموع وخراطيم المياه.