أجواء الفرح والسعادة في افتتاح «موسم الرياض»، لم تمرّ بسلام على صفحات السوشال ميديا. اللافت أن غالبية التعليقات المعترضة، جاءت من قلب الشارع السعودي. فقد أعلن عدد من المغرّدين عن رفضهم لما يحدث بينما تشهد فلسطين إبادة ومجزرة جماعية. وأشارت التعليقات إلى أن التاريخ سيكتب أنّ الرياض رقصت على أشلاء أطفال غزة وأقامت الاحتفالات في الوقت الذي كانوا فيه يتعرّضون لعملية إبادة مروعة. وقارنت التغريدات بين من يموت وتتناثر أشلاؤه بفعل الطيران الإسرائيلي في غزة، وآخرين ماتت ضمائرهم وأخلاقهم في «موسم الرياض»!
في هذا السياق، ضجت صفحات السوشال ميديا بخبر افتتاح «موسم الرياض» التي بدأت بكلمة لـ «أبو ناصر» مرحّباً بالضيوف، متناسياً المجازر التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين. لم يأتِ المستشار السعودي أبداً على ذكر ما يحدث في غزة، كأن لا شيء يحدث في فلسطين، بل إن الأوضاع هادئة وعلى طبيعتها! تضمّن الافتتاح نزالاً تاريخياً بين الملاكم البريطاني تايسون فيوري، ولاعب الفنون القتالية الفرنسي فرانسيس نغانو، ثم انطلقت الرقصات الغنائية واللوحات الفنية الصاخبة. وافتتحت السهرة مجموعة من الفنانين الأجانب، وأُقيمت ألعاب خفة وترفيهية، وتسابق الحضور على التقاط الصور مع الضيوف من مختلف الجنسيات العربية والأجنبية.
غالبية الانتقادات جاءت من قلب الشارع السعودي
على الضفة نفسها، طالبت التعليقات بمقاطعة الفنانين العرب الذين لم يستطيعوا أن يخالفوا أوامر «أبو ناصر»، ووصفت التعليقات النجوم بأنهم منبطحون للمستشار السعودي، إذ التزموا الصمت في العالم الافتراضي منذ انطلاق «طوفان الأقصى»، تخوّفاً من سحب إقاماتهم الذهبية في الإمارات العربية المتحدة، أو منعهم من دخول المملكة التي كانت تشارف على التطبيع مع العدو الإسرائيلي.
في مقابل الفنانين الذين حضروا الحفلة ورقصوا على موسيقى افتتاح «موسم الرياض»، سجّل كاظم الساهر موقفاً لافتاً بعدما أعلن أخيراً عن تجميد جميع حفلاته بسبب أحداث غزة. على صفحاته على السوشال ميديا، كشف المغني العراقي عن تأجيل سهراته التي كانت مقررة في مجموعة دول عربية إلى أجل غير مسمى، تضامناً مع غزة. وقال «القيصر» بكل وضوح: «لا احتفال وأهلنا تحت القصف». لم يكن الساهر الوحيد الذي انسحب من الأجواء الاحتفالية، بل سبقه الممثل المصري محمد سلام الذي أعلن اعتذاره عن عدم المشاركة في مسرحية «زواج اصطناعي» ضمن فعاليات موسم الرياض.