في المقابل، واصلت القوات الأميركية استقدام المزيد من التعزيزات البرية والجوية إلى قواعدها غير الشرعية في سوريا، في محاولة لردع المقاومة عن تكرار استهداف تلك القواعد، وتشكيل خطر على حياة الجنود المنتشرين فيها. وقد أدخل «التحالف» الأميركي، خلال الأيام العشرة الأخيرة، من الحدود العراقية في اتجاه قواعده في سوريا، أكثر من 150 شاحنة تحمل على متنها أسلحة ومعدات ذات طابع دفاعي. كما هبطت طائرات الشحن الأميركية لأكثر من مرة في «مطار خراب الجير» في ريف المالكية شمال الحسكة، وقاعدة «الشدادي» جنوب الحسكة، محمّلة بأسلحة ومعدّات متخصصة بالتصدّي للطائرات المسيّرة. وترافق ذلك مع حركة نشطة للطائرات المروحية التي هبطت عدة مرات في جميع القواعد الأميركية في الحسكة ودير الزور خلال الأسبوعين الأخيرين.
قدرة صواريخ المقاومة على الوصول لنحو 25 مرة إلى هذه القواعد يعدّ نجاحاً ميدانياً غير مسبوق
وفي السياق، تؤكد مصادر ميدانية أن «فصائل المقاومة استطاعت تحقيق خروقات مهمة ضدّ القواعد الأميركية في سوريا والعراق منذ الثامن عشر من الشهر الفائت حتى الآن»، مضيفةً إن «قدرة صواريخ المقاومة على الوصول لنحو 25 مرة إلى هذه القواعد يعدّ نجاحاً ميدانياً غير مسبوق لها». وتتابع المصادر أن «تمكّن مسيّرات المقاومة من التحليق لمسافة طويلة في عمق مناطق نفوذ الاحتلال الأميركي والوصول إلى أجواء قاعدة تل بيدر واستهدافها، يعني عدم فعالية كل أنظمة الدفاع الجوي التي نشرتها الولايات المتحدة في المنطقة، بما فيها أنظمة هيمارس وأفنجر وثاد»، لافتة إلى أن «كلّ المؤشرات تدلّ على أن عمليات المقاومة مستمرة وبفعالية أكبر، رغم كلّ محاولات الردع الأميركية، إلى حين وقف الهجوم الوحشي الإسرائيلي على قطاع غزة». وتبيّن المصادر أن المقاومة استهدفت، في الأسبوع الأول من هجماتها، القواعد الأميركية «عشر مرات»، وأن «عدد الهجمات تضاعف في الأسبوع الأخير، ما يعني أن عمليات المقاومة تشهد تصاعداً تدريجياً»، مؤكدة أن «هذه العمليات تتكامل مع عمليات المقاومة الوطنية في لبنان والمقاومة في اليمن ضد الإسرائيليين، نصرةً لفلسطين وأهلها المقاومين»، معتبرةً أن «هذا يؤكد وحدة المسار والمصير بين مختلف أطراف محور المقاومة التي أنهت مرحلة الاستفراد بأطراف المحور، كلّ على حدة».