البحرية الأميركية تسيّر دوريات بحرية وجوية في المياه القريبة من باب المندب
وجاءت تلك التطورات بعد ساعات من تسيير البحرية الأميركية في خليج عدن دوريات بحرية وجوية في المياه القريبة من باب المندب، وهو ما عدّه مراقبون في صنعاء تحدّياً واضحاً وتلويحاً أميركياً بكسر قرار صنعاء ضد السفن الإسرائيلية. وفي هذا الإطار، أكدت مصادر محلية في منطقة المضاربة الساحلية الواقعة قبالة باب المندب، لـ«الأخبار»، قيام البحرية الأميركية بمشاركة بريطانية بإعادة انتشار في مناطق عدّة بالقرب من المياه الإقليمية اليمنية، بموازاة قيام قوات خفر السواحل المحلية الموالية للإمارات بدوريات بحرية مكثّفة منذ أيام على امتداد الساحل من خور عميرة، إلى رأس عمران قبالة مدينة عدن. وأشارت إلى أن تلك التحرّكات أدّت إلى مضايقة الصيادين ومنعهم من الاصطياد في عدّة مناطق بذريعة إعلانها مناطق عسكرية. من جهتها، ذكرت مصادر مقربة من حكومة عدن، لـ«الأخبار»، أن قوات تابعة للعميد طارق صالح أعادت الانتشار في مناطق ساحلية واسعة بالقرب من مدينة البريقة الساحلية التي تعدّ إحدى مديريات عدن وتحتضن قوات أميركية. وقالت إن الانتشار الأخير قامت به فصائل اللواء التاسع الموالي للإمارات بتسهيلات من القيادي السلفي في «ألوية العمالقة»، حمدي شكري، الذي تسيطر فصائله على السواحل الغربية المطلّة على باب المندب.
إزاء ذلك، حذّر الخبير العسكري، العقيد مجيب شمسان، في تصريح إلى «الأخبار»، من أن «التحشيدات الأميركية والبريطانية قد تدفع بالأوضاع نحو المزيد من التصعيد في حال تدخّلها لحماية سفن الكيان»، مشيراً إلى أن «تلك التحشيدات فشلت في كسر قرار صنعاء»، وأن «صنعاء لا تزال تملك أوراقاً متعدّدة ومفاجئة للكيان الصهيوني». وكانت القيادة المركزية للقوات الأميركية قد نشرت، أول من أمس، صوراً أظهرت بدء مقاتلات أميركية عمليات استطلاعية على متن حاملة الطائرات «آيزنهاور»، وذلك عقب إعلان قوات صنعاء توسيع الخيارات ضد الاحتلال الإسرائيلي مع استئنافه العدوان على غزة.
وعلى وقع تحذيرات صنعاء للقوات الدولية المتمركزة قرب المياه الدولية من مغبة انتهاك السيادة اليمنية، سحبت اليابان مدمّرتها الوحيدة المتمركزة قبالة الساحل الجنوبي لليمن. وأكدت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية أن المدمرة «أكيبونو»، التابعة لقوات الدفاع الذاتي البحرية اليابانية، غادرت خليج عدن بأقصى سرعتها، عقب تلقّيها معلومات عن احتمال استهدافها بصواريخ باليستية. وفي الوقت الذي لم تحدّد فيه الهيئة وجهة المدمرة، قالت إن الأخيرة كانت في مهمة لمكافحة القرصنة، وتلقّت تحذيراً من القوات الأميركية بأنها قد تتعرّض للاستهداف. وجاءت هذه الخطوة بعد أيام من اختراق المدمّرة اليابانية المياه الإقليمية اليمنية في سواحل محافظة لحج الواقعة قبالة باب المندب، إثر مشاركتها إلى جانب مدمّرة أميركية في عملية «تحرير» مفترضة لسفينة إسرائيلية، تبيّن لاحقاً عدم صحتها.
وفي إطار محاولات إخراج صنعاء من دائرة الضغط على الاحتلال الإسرائيلي، قالت مصادر سياسية يمنية مطّلعة، لـ«الأخبار»، إن عرضاً أميركياً - غربياً قُدّم إلى "أنصار الله"، قبل أيام، عنوانه تحقيق السلام في اليمن، مقابل التوقف عن مهاجمة العدو الإسرائيلي، وهو ما رفضته الحركة.
يشار إلى أن صنعاء أعلنت عن تخرج 16 ألف مقاتل من قوات «التعبئة والإسناد» لفلسطين، فيما نفّذت القوات الجوية التابعة لها مناورة شاركت فيها طائرات «ميغ 29» روسية الصنع، وطائرات حربية من نوع «سوخوي»، أكدت خلالها استعدادها لكل الاحتمالات.