على خطّ مواز، هدّد قائد حركة «أنصار الله»، السيد عبد الملك الحوثي، في كلمة له أمس، باستهداف «المصالح» الأميركية في حال هاجمت الولايات المتحدة بلاده، وقال إنه «إذا كان لدى الأميركي توجّه إلى أن يصعّد أكثر وأن يورّط نفسه أكثر أو أن يرتكب حماقة باستهداف بلدنا وبالحرب على بلدنا، فلن نقف مكتوفي الأيدي وسنستهدفه هو، وسنجعل البارجات الأميركية والمصالح الأميركية والحركة الملاحية الأميركية هدفاً لصواريخنا وطائراتنا المُسيَّرة وعملياتنا العسكرية». كذلك، وفي إطار الرد على التحشيد الأميركي ضد اليمن، كشفت مصادر، لـ«الأخبار»، أن صنعاء بعثت برسالة عسكرية أولية إلى الإمارات رداً على دور الأخيرة في التحريض ضدها والعمل لصالح الكيان الإسرائيلي، مؤكدة أن الرسالة التي تكتّمت عليها أبو ظبي، تحذيرية وسيكون لها ما بعدها من الرسائل التي «ستُفقد الإمارات توازنها».
صنعاء بعثت برسالة عسكرية أولية إلى الإمارات رداً على دور الأخيرة في التحريض ضدها لكن أبو ظبي تكتّمت على الرسالة
وفي الإطار نفسه، قالت مصادر سياسية، لـ«الأخبار»، إن «صنعاء نصحت الدول التي شاركت في تحالف الحرب ضدها بتجنّب أي تداعيات ناتجة من مشاركتها في التحالف المعلن من قبل الجانب الأميركي»، وأوضحت أن «عملياتها لا تستهدف الملاحة الدولية وليست لها أي تداعيات سلبية على حركة التجارة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وتستهدف السفن المتجهة نحو إسرائيل والتابعة لها بشكل محدّد». ووفقاً للمصادر، فإن «رسائل صنعاء تضمّنت نصيحة بعدم المشاركة في تحالف سيقود المنطقة إلى حرب إقليمية»، وتحذيراً من أن «مشاركة تلك الدول في أي عمليات عسكرية ضد اليمن ستجعل مصالحها في البحر الأحمر والمنطقة أهدافاً مشروعة لقواتها». وبحسب نائب مدير التوجيه المعنوي في قوات صنعاء، العميد عبد الله بن عامر، فإن رسائل صنعاء الدبلوماسية، والتي شملت عدداً من الدول التي ورد اسمها في إعلان تشكيل التحالف العسكري، جاءت في أعقاب تواصل دول أخرى زعمت واشنطن أنها وافقت على الانخراط في التحالف، مع «أنصار الله»، من مثل هولندا وإسبانيا، من أجل نفي المشاركة.
في هذا الوقت، نقلت وكالة «رويترز» عن مصادر في صناعة الشحن قولها إن شركات الشحن البحري لا تزال تشكّك في التحالف، مضيفة أنه «لا يُعرف سوى قليل من التفاصيل العملية عن التحالف وما إذا كان سينخرط بشكل مباشر في حال وقوع مزيد من الهجمات المسلّحة في البحر». وتساءل مصدر في صناعة الشحن: «هل سيفعلون أي شيء باستثناء إطلاق الصواريخ...؟ إذا كان هذا كل شيء فهل سيقدّمون الضمانات المطلوبة لشركات الشحن؟ لا نعرف بعد». وأوضح مصدر آخر أن «السوق بحاجة إلى أن ترى أنها حقّقت بعض النجاح أو الإجراءات الملموسة». ومن جهتها، نصحت اليونان السفن التجارية المبحرة في البحر الأحمر وخليج عدن بتجنب المياه اليمنية والاحتفاظ بالأطقم الضرورية فقط في غرف القيادة، واتباع التحذيرات التي تصدرها السلطات البحرية، لتجنب الهجمات في المنطقة. ويسيطر ملاك سفن يونانيون على نحو 20% من السفن التجارية حول العالم من حيث القدرة الاستيعابية.
وواصلت شركات الشحن، بدورها، إعلان وقف رحلاتها مؤقّتاً عبر البحر الأحمر، واستخدمت بدلاً من ذلك طريق رأس الرجاء الصالح الذي يضيف أياماً إلى أوقات الرحلة ويرفع التكلفة. وضمّت الشركات التي أعلنت وقف رحلاتها عبر البحر الأحمر، «إتش. إم. إم.» الكورية الجنوبية و«لينيوس فيلهلمسن» النرويجية و«أورينت أوفرسيز كونتينر لاين» التي تتخذ من هونغ كونغ مقراً لها، و«إيفيرغرين» و«يانغ مينغ» التايوانيتين، و«شركة البحر المتوسط للشحن» السويسرية و«بريتيش بتروليوم» البريطانية وشركة النفط والغاز النرويجية «إكوينور»، وشركة «فرونت لاين» النرويجية للشحن، وشركة ناقلات النفط البلجيكية «يوروناف»، و«ميرسك» الدنماركية و«هاباغ» لويد الألمانية، و«سي أم إي – سي جي أم» الفرنسية.