المعركة عكست قدرات قوات صنعاء على شن هجمات بحرية متعدّدة في آن واحد
من جهتها، أكدت مصادر ملاحية، في حديث إلى «الأخبار»، أن ما حدث كان اشتباكاً مباشراً بين القوات اليمنية والقوات الأميركية والبريطانية، استمرّ لعدة ساعات وأدى إلى توقف حركة الملاحة عبر مضيق باب المندب. ونفت المصادر الرواية الأميركية التي تحدّثت عن أن الهجوم وقع ضدّ سفينة أميركية «أثناء تواجد العشرات من السفن المتّجهة إلى مضيق باب المندب»، وأن القوات الأميركية تولّت مهمة الدفاع عن تلك السفن، موضحةً أن الهجمات اليمنية طالت حاملة الطائرات «آيزنهاور»، والمدمّرات «غرافلي»، و«لابون»، و«مايسون»، والبارجة البريطانية «دياموند». وجاءت العملية بعد تلويح أميركي بوضع «آيزنهاور» في حالة هجوم، بعد أن أعادت تموضعها في المياه الدولية الواقعة قبالة مدينة الحديدة.
وعكست العملية، التي قالت البحرية الأميركية إنها الـ26 التي تنفّذها قوات صنعاء في البحر الأحمر منذ منتصف تشرين الثاني الماضي، قدرة قوات صنعاء على شنّ هجمات بحرية متعدّدة في آن واحد. وخلافاً للعمليات السابقة التي نفّذتها ضدّ سفن تجارية حاولت كسر قرارها، استخدمت قوات صنعاء، في الهجوم الأخير، عدداً كبيراً من الصواريخ والطائرات المسيّرة، فيما دخلت القوات البحرية اليمنية في اشتباك ناري مع البوارج الأميركية، ما أفقد الأخيرة القدرة على المناورة، وأجبر الأميركيين على استخدام أحدث الطائرات لحماية حاملة الطائرات من الاستهداف. وفي هذا الإطار، قال نائب مدير التوجيه المعنوي في قوات صنعاء، العميد عبد الله بن عامر، في منشور على منصة «إكس»، إن «الجانبين الأميركي والبريطاني استخدما عشرات الصواريخ الاعتراضية، وحاولا بشكل هستيري التصدي لعدد كبير من المسيّرات اليمنية وكذلك الصواريخ المجنّحة والباليستية، إلا أنهما يعيشان الصدمة». واتّهم الأميركيين والبريطانيين بإخفاء حقيقة ما حدث ليلة الثلاثاء، والتكتم على نتائج العملية.
وأشارت مصادر مقربة من حركة «أنصار الله»، بدورها، في تصريح إلى «الأخبار»، إلى أن «عملية الثلاثاء الهجومية جاءت كردّ أولي على جريمة الاعتداء على البحرية اليمنية، وتأتي في إطار التكريم لدماء شهداء البحرية، وتؤكد أن الدماء اليمنية ليست رخيصة كما يعتقد الأميركي». وأضافت أن «المعركة لا تزال في بداياتها، وستكون العمليات القادمة أشدّ ضرراً على الوجود الأميركي والأجنبي في البحر الأحمر، ولن تتوقف إلا بإنهاء الوجود العسكري الأميركي هناك».