ورغم ذلك، نقلت قناة «الجزيرة» عن الناطق باسم حركة «أنصار الله»، نصر الدين عامر، قوله إن الحركة ستوسع أهدافها لتشمل السفن الأميركية، مضيفاً أن الولايات المتحدة «على أعتاب أن تفقد أمنها الملاحي».
وفيما أعلنت القيادة المركزية الأميركية أن قوات صنعاء استهدفت المدمرة الأميركية «يو إس إس لابون» بصاروخ «كروز» بحري جنوب البحر الأحمر، فجر أمس، وزعمت أن المقاتلات الأميركيه تمكّنت من التصدي للصاروخ بالقرب من سواحل الحديدة، لم يعلّق أيّ مصدر يمني على تلك المزاعم. إلا أن خبراء شككوا في الرواية الأميركية، مشيرين إلى أن الطائرات لا تملك أنظمة صاروخية قادرة على اعتراض صواريخ «كروز» بحرية، وأن الحديث عن اعتراض طائرة لصاروخ متطور، مجرد تحريف متعمد للحقائق. وليل أمس، تحدّثت تقارير إعلامية دولية عن سماع أصوات انفجارات في الحديدة التي كانت في الأيام السابقة الأكثر تعرّضاً للقصف خلال العدوان الأميركي - البريطاني، لكن مصادر يمنية نفت، لـ«الأخبار»، حدوث أيّ انفجارات.
الممارسات التي تقوم بها البحرية الأميركية ستدفع بالأوضاع إلى حرب طاحنة
على خط مواز، وبطلب من الولايات المتحدة، حوّلت ست ناقلات نفط جديدة على الأقل مسارها بعيداً من جنوب البحر الأحمر، أمس، ليصل إجمالي عدد السفن التي غيّرت مسارها منذ بدء العدوان الأميركي - البريطاني فجر الجمعة الماضي، إلى 15 على الأقل. وذكرت رابطة ناقلات النفط «إنترتانكو» أن الناقلات «تورم إنوفيشن» و«بروتيوس هارفون» و«ألفيوس آي» تجنّبت على ما يبدو عبور قناة السويس، لتسلك طريق رأس الرجاء الصالح حول أفريقيا في طريقها إلى أوروبا والولايات المتحدة، فيما تتّجه الناقلتان «باسيفيك جوليا» و«إس.تي.آي توباز» إلى الطريق نفسه مباشرة. وكانت القوات البحرية التابعة لحكومة صنعاء قد جدّدت، أمس، تحذيرها السفن الأجنبية كافة من مغبة تجاهل التحذيرات الصادرة منها، وأكدت استمرارها في منع السفن الإسرائيلية أو المتّجهة إلى الموانئ الفلسطينية المحتلة من المرور في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، حتى يتوقف العدوان والحصار على قطاع غزة. وأبدت البحرية استعدادها لتقديم المساعدة للسفن غير المتجهة إلى الموانئ المحتلة، على التواصل عبر القناة 16 الدولية.
وكانت سفينة أجنبية قد تعرضت لمحاولة اختطاف من قبل مسلحين يستقلون قاربين بالقرب من السواحل الإريترية الواقعة على الضفة الأخرى من سواحل الحديدة، وفقاً لـ»هيئة العمليات التجارية البريطانية»، التي لم تشر إلى تدخّل البوارج الأميركية لمساعدتها. كما كان عدد من السفن التجارية قد تعرّض لمحاولات قرصنة بالقرب من مضيق باب المندب وفي خليج عدن وفي المحيط الهندي، لكن تبيّن أن لا علاقة لقوات صنعاء بتلك الأعمال. وفي ظل تواصل التحليق من قبل الطيران التجسسي الأميركي، توازياً مع تراجع الهجمات العسكرية المباشرة التي ثبت أن الجانب الأميركي هو من ينفذها وحده، قالت مصادر عسكرية، لـ«الأخبار»، إن الأوضاع في البحر الأحمر في أعلى مستويات التوتر. وسبق لمصادر سياسية مطّلعة أن أكدت، لـ«الأخبار»، أن مساعي غربية جديدة انطلقت في محاولة للتهدئة في البحر الأحمر، تحت ذريعة عدم وجود رغبة دولية في توسيع الصراع.
من جهته، حمّل الناطق باسم حركة «أنصار الله»، محمد عبد السلام، أميركا مسؤولية التصعيد في البحر الأحمر. ولفت، في تصريح إلى وكالة «رويترز»، إلى أن صنعاء لا تريد التصعيد، ومن يقوم بعسكرة البحر الأحمر وملئه بالبوارج والفرقاطات والقطع العسكرية هو الأميركي والبريطاني، وهما من يدفع بالأوضاع نحو التصعيد.
ويؤكد الخبير العسكري والاستراتيجي، اللواء طيار عبد الله الجفري، بدوره، لـ«الأخبار»، أن الممارسات الانتهازية التي تقوم بها البحرية الأميركية في البحر الأحمر ستدفع بالأوضاع إلى حرب طاحنة، مشيراً إلى أن القوات المسلحة اليمنية سيكون لها ردّ قوي ومفاجئ على العدوان الأميركي - البريطاني على اليمن.