يكاد صوت الخلافات السياسية في الكيان الإسرائيلي، يعلو صوت المدافع، والذي خَفَتَ إلى حدّ ما في قطاع غزة، فيما انفجرت التباينات على المستوى السياسي، وكذلك بين المستويَين السياسي والأمني. ولعلّ ما يجري هذه الأيام، في زمن الحرب، ليس سوى «بروفا» مصغّرة لما سيكون عليه المشهد في اليوم الذي يليها، أي حين يبدأ التحقيق والمحاسبة، قانونياً وشعبياً. ومن هنا، يُفهم رفض رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بحث مسألة «اليوم التالي»، كون الرجل سيكون أول مَن تُوجَّه إليهم أصابع الاتهام. ولذا، فهو يعمل على تأجيل تحميله المسؤولية، مهما كلّفه الأمر، أو كلّف الكيان كلّه، في سلوك بات يُقلق أصدقاء إسرائيل حتى، ومن بينهم الأميركيون، الذين يتعمّق الاعتقاد لديهم بأن نتنياهو يطيل الحرب لغاية في نفسه.