مع مضيّ 15 أسبوعاً على بدئها، تبدّلت أهداف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة؛ فبدلاً من إسقاط حُكم «حماس» وتفكيك الحركة وإعادة الأسرى الإسرائيليين، كما «تغيير الشرق الأوسط» برمّته، أضحى استمرار الحرب بذاتها الهدف الأعلى لدى رأس الهرم السياسي في تل أبيب، بنيامين نتنياهو، وائتلافه الفاشي «المنفصل عن الواقع»، وفق توصيفات الإعلام العبري. بالنسبة إلى هؤلاء، فإن أيّ قرار يُتّخذ استناداً إلى معادلات الواقع، من شأنه أن يتسبّب بإنهاء ائتلافهم، وتالياً سقوط الحكومة والتوجّه إلى انتخابات مبكرة. وما تقدّم، لا يشكّل خسارة شخصية فحسب، بل أيضاً هزيمة استراتيجية من منظور عقائدي يمينيّ، تستفيد منها جهات إسرائيلية أخرى، تتطلّع إلى تحقيق مصالح إسرائيل عبر التسويات.