وبناءً على هذا التقدير، يروج الجانبان البريطاني والفرنسي لفكرة «وقف تدريجي لإطلاق النار على الجبهة اللبنانية - الإسرائيلية» بحسب ما قال مسؤول معنيّ لـ«الأخبار». وأضاف أن الاقتراح «يستهدف خلق آلية جديدة لعمل قوات الطوارئ الدولية في الجنوب بالتعاون مع الجيش اللبناني، تحظى بدعم الدول المشاركة في القوات الدولية والأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، خصوصاً الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا».
ويتضمن الاقتراح إنشاء فوج جديد في القوات الدولية يتولّى مراقبة جانبي الحدود بواسطة أبراج تقام مباشرة على الخط الأزرق، مع تعزيز انتشار الجيش اللبناني في المنطقة الحدودية. وأشارت المصادر إلى أن الاقتراح يشير إلى «تجربة تبدأ في منطقة تمتد من رأس الناقورة غرباً بمسافة 5 كلم باتجاه الشرق، على أن تتوزّع الأبراج وفق مسافات تؤمّن لها القيام بالمهمة، بالتزامن مع إنهاء المظاهر المسلحة على جانبَي الحدود على طول هذه المسافة». وفيما لم تتضح كيفية تنفيذ الأمر من الجانب الإسرائيلي، يؤكد البريطانيون أن جيش الاحتلال سيخفي كل المظاهر العسكرية في هذه المنطقة. ويترافق ذلك مع وقف العمليات العسكرية في «منطقة التجربة». وفي حال نجاحها، يصار إلى توسيع المساحة باتجاه الشرق إلى ان تغطي كل الحدود، من دون الإشارة إلى أي عمق داخل أراضي الجنوب أو داخل أراضي فلسطين المحتلة.
سمع البريطانيون والفرنسيون من حزب الله أن البحث غير وارد حالياً في أي أفكار
وبحسب المقترح الذي وصفه المسؤول بأنه «فريد من نوعه، لكنه غريب جداً»، سيجري تنفيذه من دون ربطه بمجريات الحرب في غزة، بما يمكّن بعد فترة وجيزة من الوصول إلى منطقة آمنة على طول الحدود، مع قدرات أكبر للقوات الدولية والجيش اللبناني على منع الخروقات، ما يوفّر المناخ الآمن لعودة النازحين من السكان على جانبَي الحدود.
وبعد التواصل مع حزب الله بطرق مختلفة، فإن الموقف الرسمي الذي سمعه البريطانيون والفرنسيون، والذي كرّره مسؤولون في الحزب أمام موفدين غربيين وأمام مسؤولين لبنانيين، مفاده أن البحث «غير وارد» على الإطلاق في هذه الفكرة ولا في غيرها. وكان هذا واضحاً في الموقف الذي أعلنه الرئيس نبيه بري وفيه: «لدينا القرار 1701، وليس عندنا أي استعداد للبحث في أي تغييرات عليه أو على آلية العمل. وأي بحث، سيكون محصوراً في سبل تطبيق هذا القرار، خصوصاً من الجانب الإسرائيلي، وأن هذا البحث لا يتم في ظل استمرار المواجهات العسكرية عند الحدود الآن، وهي مواجهات لا يبدو أنها ستتوقف إلا عند وقف العدوان على قطاع غزة وأهله».