يقطع السجّانون الكهرباء عن زنازين الأسرى أثناء تناولهم وجبات الطعام، ما يضطرّهم إلى تناولها في الظلام
ونقل التقرير عن السجّانين في معتقل «المسكوبية»، قولهم إنه يوجد متّسع لـ170 معتقلاً في الحدّ الأقصى، ولكن هذا العدد ارتفع بعد الحرب ليصبح 230. وأثناء زيارة المحامي، «كانت هناك أسِرّة غير مفروشة، فيما فسّر السجانون إزالة الفرش من الزنازين بأنه يتم بموجب أنظمة مصلحة السجون تجاه المعتقلين الأمنيين»، فضلاً عن قطع الكهرباء وإخراج الأغطية يوميّاً بين الساعة الخامسة فجراً والساعة التاسعة مساء. واشتكى الأسرى، وفقاً للتقرير، من انقطاع الكهرباء عن زنازينهم أثناء تناولهم وجبات الطعام، ما يضطرّهم إلى تناولها في الظلام. ومنذ بدء الحرب على غزة، أُلغيت إمكانية خروج الأسرى إلى ساحة المعتقل، ما جعل قسماً معتبَراً منهم محرومين من النور طوال أيام اعتقالهم.
وتعليقاً على الوضع المتردّي في السجون، قالت مسؤولة الإعلام في «نادي الأسير»، أماني سراحنة، في حديث إلى «الأخبار»، إن وتيرة الاعتداءات والتنكيل والتعذيب والضرب في السجون، مستمرّة في التصاعد منذ السابع من أكتوبر، وهو ما يُوثّق ويُسجّل خلال الزيارات القليلة للمحامين، وعبر شهادات الأسرى المفرج عنهم. ولفتت سراحنة إلى أن سياسة الاحتلال التعسفية مسّت بكلّ جوانب الحياة في السجون، وطالت أدنى الحقوق التي كان الأسير يتمتّع بها، وصولاً إلى حدّ تفعيل سياسة التجويع التي تَركت آثارها على الأسرى صحيّاً وجسديّاً، في ظلّ تناولهم كميات قليلة من الطعام ذات جودة سيئة جداً، ما تسبّب في إصابة العشرات منهم بالأمراض وفقدانهم وزناً. كذلك، يعاني الأسرى، وفقاً لسراحنة، من البرد الشديد في السجون، إذ لا توجد ملابس كافية لديهم لارتدائها، بعدما حدَّدت الإدارة غياراً واحداً لكلّ أسير، كما لا توجد لديهم ملاءات تقيهم صقيع الشتاء، أو أيّ وسيلة للتدفئة، فضلاً عن حالة الاكتظاظ الكبيرة في المعتقَلات، ما وفّر بيئة لانتشار الأمراض والأوبئة. ويضطرّ بعضهم، في هذه الظروف، إلى غسل ملابسهم وارتدائها مبلّلة، بسبب عدم توافر بديل، فيما آخرون لم يبدّلوها منذ أسابيع أو أشهر، ما تسبّب لهم في أمراض. أيضاً، أكد عدد منهم، في شهاداتهم، أنهم يمضون الليل وهم يرتجفون من البرد، وخصوصاً في سجن النقب الذي يقع في منطقة صحراوية عادةً ما تشتدّ فيها البرودة.
وأشارت سراحنة إلى أن «الواقع المأساوي في السجون لا يمكن وصفه؛ فالإجراءات التنكيلية التي ترتكبها مصلحة السجون تندرج في إطار التعذيب الممنهج والانتقام، فيما يُخشى من تثبيت تلك السياسات وترسيخها لزمن طويل»، مضيفة أن التحوّل الأبرز يتّصل بالاعتقال الإداري، الذي طال غالبية الأسرى، حتى فاق عدد المستهدَفين به عدد الأسرى المحكومين أو الموقوفين، ومنهم أطفال ونساء. وعن مسألة الاختفاء القسري الذي يتعرّض له الأسرى الغزيون خصوصاً، أكدت سراحنة أن هذه المسألة باتت تمثّل التحدّي الأكبر للمؤسسات الحقوقية والقانونية، بخاصة في ظلّ المستويات العالية من الوحشية والإجرام، والتي وصلت إلى حد الإعدام.