في هذا الوقت، جدّدت صنعاء تحدّيها واشنطن ولندن بأن تثبتا أن السفن المستهدفة ليست لها علاقة بالدول المصنّفة في القائمة المعادية لفلسطين واليمن. وأكد قائد حركة «أنصار الله»، السيد عبد الملك الحوثي، في خطاب متلفز أمس، أن «الأعداء فشلوا في الحد من عملية إطلاق الصواريخ اليمنية التي تم تطويرها تقنياً بما يضمن اختراقها لكل الدفاعات الجوية الأميركية والبريطانية، كما فشل الأميركي والبريطاني بتقنياتهما المتطوّرة في منع الصواريخ من إصابة أهدافها».
نفت صنعاء تقارير عن أنها تقوم بتحصيل رسوم على السفن التي تعبر باب المندب
وأثار تصاعد عمليات صنعاء التي تجاوزت 17 عملية عسكرية ضد سفن تجارية بريطانية وأميركية خلال الأسبوع الجاري، انزعاج الخارجية الأميركية التي حاولت التقليل من فاعلية تلك الهجمات. وفي أعقاب كلام المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، عن أن تلك الهجمات تتسبّب في إعاقة الإمدادات الغذائية للمحتاجين إليها في اليمن والسودان وإثيوبيا، أكد رئيس وكالة «سبأ» في صنعاء، نصر الدين عامر، أن الولايات المتحدة هي من تمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى سكان قطاع غزة. كذلك، أعلن عضو «المجلس السياسي الأعلى»، محمد علي الحوثي، استعداد صنعاء لإدخال المساعدات الإغاثية إلى غزة بالطرق التي استُخدمت في أكثر من جبهة يمنية تعرّضت للحصار. وكانت قوات صنعاء قد ابتكرت طرقاً تمكّنت عبرها من إمداد قواتها في جبهات ميدي والدريهمي - الأخيرة ظلّت محاصرة لسنوات، وكان عدد سكانها بالآلاف -، عبر عدة وسائل منها إطلاق صواريخ محمّلة بكميات كبيرة من المؤن.
من جهة ثانية، جدّدت وسائل إعلام بريطانية وأميركية، اتهامها بكين بتقديم رشى لصنعاء مقابل مرور السفن الصينية من دون اعتراض. ويأتي ذلك بعد تقارير أميركية عن ارتفاع أعداد السفن الصينية التي تمرّ عبر البحر الأحمر وخليج عدن خلال المدة الماضية، وتلميحها إلى أن الصين استفادت من الصراع لتعزيز حصتها السوقية في مجال الشحن البحري الدولي في الآونة الأخيرة. وفي السياق نفسه، نفت صنعاء صحة تقارير وسائل إعلام مناهضة لها، عن أن حركة «أنصار الله»، تقوم بتحصيل رسوم على السفن التي تعبر مضيق باب المندب تصل إلى نصف مليون دولار عن كل سفينة. ووصف نائب وزير خارجية حكومة الإنقاذ، حسين العزي، تلك الاتهامات، بأنها «كذب فاضح»،
مؤكداً، في تصريح، أن «السفن الممنوعة من العبور، لا تعبر حتى لو دفعت أموال الأرض، حتى يتوقف العدوان ويُرفع الحصار عن سكان قطاع غزة».
ومن جهتها، اشتكت القيادة المركزية الأميركية من ارتفاع نفقات العمليات العسكرية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن، إلى أكثر من نصف مليار دولار خلال المدة الماضية. وفي هذا الإطار، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أنها نفّذت نحو 200 هجوم جوي على 10 محافظات يمنية خلال المدّة من 11 كانون الثاني وحتى 11 شباط الجاري، مشيرة، في إحصائية صادرة عنها، إلى أن نحو 27 طائرة شاركت في هذه العمليات، ضمنها طائرات «الأواكس» الخاصة بالتجسس ومقاتلات مختلفة. كما تستخدم البحرية الأميركية غواصتين نوويّتين و19 بارجة وسفينة حربية، بينها حاملة الطائرات «آيزنهاور»، في عملية «حارس الازدهار» في البحر الأحمر وخليج عدن.
إلى ذلك، ورغم الإعلان مطلع الأسبوع الجاري عن دخول قوة «أسبيدس» الأوروبية المعركة، يفيد عدد من المؤشرات بأن تلك القوة سوف تتجنّب الصدام مع قوات صنعاء البحرية. ووفقاً لمصادر في صنعاء تحدّثت إلى «الأخبار»، فإن هناك حراكاً ديبلوماسياً في هذا الجانب بين حركة «أنصار الله»، وبين بعض الدول الأوروبية المشاركة في التحالف العسكري الجديد. واستبعدت المصادر حدوث أي تطورات عسكرية بين الطرفين، معتبرة أن رفض الاتحاد الأوروبي الضغوط الأميركية بشأن تصنيف حركة «أنصار الله»، في لائحة الإرهاب، قبل أيام، جنّب الاتحاد الصدام.