بالنسبة إلى المقاومة، يستلزم بقاء، ولو جندي إسرائيلي واحد في القطاع، العمل المستمر لإخراجه مدحوراً منه
بالنسبة إلى المقاومة، يستلزم بقاء، ولو جندي إسرائيلي واحد في القطاع، العمل المستمر لإخراجه مدحوراً منه. فليس مقبولاً أن تكون إحدى نتائج عملية «طوفان الأقصى»، إعادة احتلال غزة، والتي تمثل ضربة معنوية ستقلّل من إيمان الجمهور بجدوى المقاومة. لكن هذا البقاء هو في الوقت نفسه، نقطة «انتصار»، يحاول العدو التمسّك بها قدر المستطاع، وإن بشكل مؤقت، ولو ضمن مراحل صفقة التبادل فقط. على أن مصدراً في المقاومة أكّد، لـ»الأخبار»، أن المقاتلين الذين يواصلون العمل في أسوأ الظروف الميدانية وأخطرها، لن يعجزوا عن اجتراح التكتيكات المناسبة، التي ستدفع العدو إلى الندم على اللحظة التي فكّر فيها بالبقاء في القطاع، مضيفاً أنه «بين عامي 2002 و2004، تلقّى جيش الاحتلال العشرات من الضربات القاتلة في المحور الذي يفكّر اليوم في البقاء فيه. عمليات بحجم تفجير موقع وقتل العشرات من الجنود، بعدما فخّخه المقاومون بأطنان من المتفجرات عبر نفق حُفر أسفله، لا بد أنها حاضرة في ذاكرة جيش العدو وما تبقّى من فرقه غزة. وسيكون لدينا في الأشهر المقبلة متسع لتنفيذ المئات من الضربات الأكثر نوعية، التي ستحوّل ذلك الحاجز إلى جحيم، يتمنى الاحتلال تركه».
في الشارع، يبدي أقل المطّلعين على تكتيكات المقاومة اطمئناناً إلى فكرة بقاء العدو في القطاع. أقل ما يمكن قوله، هو أن جيش الاحتلال سيترك جنوده وجبة سهلة، سيأكلها المقاومون من الجهتين الجنوبية والشمالية دفعة واحدة. ويمكن لأبو عدنان مثلاً، وهو رجل تجاوز السبعين من العمر، أن يحلّل ذلك بقوله: «بيت السبع ما بيخلى من العظام، الهاونات كثيرة، والصواريخ، والاستشهاديون الذين يمكنهم صنع 7 أكتوبر على نطاق ضيق».