واشنطن تستغل التوتر بين إيران وإسرائيل، لسحب بوارج عسكرية من البحر الأحمر
وفي السياق نفسه، أعلنت البحرية الفرنسية سحب الفرقاطة «الألزاس» التي كانت تشارك ضمن مهمة «أسبيدس» الأوروبية من البحر الأحمر، بعد أيام من إعلان الدنمارك سحب الفرقاطة «إيفر هويتفيلدت» بسبب تعرضها لهجوم يمني. وقال قائد الفرقاطة الفرنسية، الكابتن جيروم هنري، لصحيفة «لوفيغارو»، «إننا لم نكن نتوقع هذا المستوى من التهديد. كان هناك عنف غير مقيّد وكان مفاجئاً وهاماً للغاية. ولا يتردّد الحوثيون في استخدام الطائرات من دون طيار التي تحلّق على مستوى الماء». واعترف بأن قوات صنعاء البحرية تتقن الهجوم؛ «فكلما أطلقوا النار أكثر فأكثر، أصبحوا أكثر دقة»، لافتاً إلى أن «الفرنسيين استخدموا صواريخ أستر التي تبلغ تكلفة الواحد منها مليوني دولار، على أهداف لم نكن نتخيّلها في البداية». وكان تم نشر هذه الفرقاطة الفرنسية المتعدّدة المهام في البحر الأحمر وخليج عدن في كانون الأول الفائت، لتنضم في ما بعد إلى المهمة الأوروبية.
وفي موازاة ذلك، نفّذت قوات صنعاء البحرية، هجوماً بحرياً طاول عدداً من البوارج والمدمّرات الأميركية والبريطانية في البحر الأحمر وخليج عدن. ورداً على الهجوم، شنّ الطيران الأميركي والبريطاني، فجر أمس، غارات جديدة على اليمن، استهدفت مناطق ساحلية في محافظة الحديدة الساحلية ومحافظة صعدة. وكان أكّد أكثر من بيان صادر عن القيادة المركزية الأميركية عن مستجدات البحر الأحمر، تعرّض بوارجها ومدمّراتها لعمليات هجومية متواصلة خلال أيام عيد الفطر، مشيرة إلى وقوع اشتباكات بحرية، وزاعمة أنها أسقطت نحو 12 طائرة مُسيّرة أطلقتها قوات صنعاء البحرية منذ أواخر الأسبوع الماضي.
إلى ذلك كشفت «أنصار الله»، أمس، موقفها من ترتيبات أميركية في مدينة المخا، عند الساحل الغربي لليمن. وأكّد نائب وزير الخارجية في حكومة الإنقاذ، حسين العزي، أن صنعاء ستمنع أي محاولات لاستخدام مطار المخا من قبل جهات وصفها بـ«المعادية». وقال العزي، في منشور على «إكس»، إنه «لا يمكن السماح باستعمال أميركا وإسرائيل لمطار المخا»، معتبراً «أمن الشعب اليمني خطاً أحمر، كما توعّد بعدم السماح للصهاينة بتحويل اليمن إلى مسرح للعبث». وسبق للفصائل الموالية للإمارات، والتي يقودها طارق صالح، أن أعلنت أخيراً فتح مطار المخا، بالتزامن مع كشف وسائل إعلام عبرية عن ترتيبات لتفجير الوضع في اليمن من الداخل.