ما يجري في القصير اليوم جزء من المشهد الكلّي الذي يرسمه النظام في سوريا، والذي وضع له سقفاً زمنياً ينتهي بنهاية العام الحالي. يمكن تأريخ بداية المشهد السوري الحالي بمعركة طريق المطار، في اليوم الأخير من تشرين الثاني الماضي، والأيام الأولى من كانون الأول عام 2012. بدأ نشاط الجيش السوري في الميدان يأخذ منحى تصاعدياً. كانت العاصمة دمشق مهدّدة بشكل جدي من مسلحي المعارضة المنتشرين على كل المحاور. وفي المنطقة الوسطى، كان المعارضون يتقدمون في ريف القصير، ساعين إلى تعويض تراجعهم داخل مدينة حمص، وفتح طريق يربط مدينة القصير بمنطقة عكار اللبنانية. بدأ الجيش السوري عملياته في ريف دمشق، وفي ريف حمص، قبل الانتقال إلى ريف إدلب، ومدينة حلب وريفها. وابتداءً من بداية العام الجاري، بدأ بتحقيق تقدم في المناطق الوسطى والشمالية. وبعد فتح جبهة الجنوب ضده، وتراجعه بشكل حاد في درعا والجولان، عاد إلى تعزيز مواقعه هناك خلال الأسابيع الأخيرة، واستعادة عدد من المواقع التي سبق أن سيطرت عليها المعارضة.
وصل مسار عمليات الجيش السوري إلى نقطة تحوّل بارزة في السابع من نيسان الماضي، عندما تمكّن من تطويق الغوطة الشرقية، وبدأ التوغل فيها، لمنع المسلحين المعارضين من مهاجمة العاصمة. إلى حد بعيد، تراجع الخطر عن دمشق، بعد تقدّم الجيش أيضاً على جبهة الضواحي الجنوبية والجنوبية الغربية لدمشق. تزامن ذلك مع تراجع المعارضة في ريف حمص الجنوبي، وصولاً إلى محاصرة الجيش السوري لمدينة القصير.
لماذا القصير؟
لطالما اعتُبِرَت مدينة القصير المعقل الأكثر تحصيناً للمعارضة في المنطقة الوسطى. هي من أوائل المدن خروجاً عن سلطة الدولة، رغم بقاء حيّ صغير فيها بيد الأمن السوري، بوجود مركز محصّن للاستخبارات فيه. فهي محاطة بمنطقة زراعية شاسعة، تمتد إلى لبنان (عكار، والهرمل وعرسال)، وإلى تخوم مدينة حمص. ويتصّل ريفها الجنوبي بمنطقة جبلية تشكل امتداداً للريف الشمالي والغربي لدمشق. وكان يُحكى، قبل بدء المعارك، عن وجود أكثر من 6 آلاف مقاتل في المساحة المترامية المحيطة بالقصير، والذين يستفيدون من الطبيعة الزراعية لأماكن انتشارهم.
هي إذاً واسطة العقد في المنطقة الوسطى. ومن دون السيطرة عليها، لا يمكن الجيش السوري حسم معركته في حمص، ولا تأمين المنطقة الريفية الممتدة بين دمشق وحمص. وفي حال تمكّن الجيش من استعادتها، فسيكون في مرحلة لاحقة قادراً على تحصين المنطقة الوسطى، من خلال قطع طرق الإمداد الرئيسية للمسلحين من لبنان. كذلك سيكون باستطاعة الجيش السوري نقل جزء كبير من القوى القتالية التي تقود الهجوم في هذه المنطقة إلى مواقع أخرى لا تقل أهمية عن حمص وريفها الجنوبي، كريفها الشمالي (الرستن وتلبيسة)، أو كمدينة حلب وجزء من ريفها، أو بعض مدن ريف إدلب، وخصوصاً تلك المنتشرة على الطريق المؤدية إلى حلب.
خلاصة القول إنّ ما يقوم به الجيش السوري في القصير حالياً، يرمي، بحسب مسؤولين سوريين، إلى إحداث تحوّل في المعركة، بهدف الوصول إلى تأمين المدن الرئيسية في سوريا (دمشق وحلب ودرعا وحمص وحماه وطرطوس واللاذقية وإدلب...)، والسيطرة على الطرق التي تربط في ما بينها، وتوسيع الرقعة الآمنة حول كل منها.
وذكرت وكالة «فرانس برس» عن «مصدر مقرب» من حزب الله، أمس، أن أربعة مقاتلين من الحزب على الأقل قتلوا في مدينة القصير. وأضاف المصدر أن المقاتلين من منطقة البقاع، ويرجح أن يكونوا قتلوا ليلة السبت - الأحد، فيما أهعلنت «تنسيقية» القصير عن مقتل 52 شخصاً في المدينة.
ومن القصير إلى ريف دمشق، حيث نفذ الجيش السوري سلسلة من العمليات ضد عناصر المعارضة المسلحة في حيّ برزة البلد، محقّقاً سلسلة من المكاسب بعدما «تمت إعادة الأمن إلى معظم منطقة المسطاح».
وفي الغوطة الشرقية، واصل الجيش عملياته في المزارع المحيطة ببلدات القاسمية، والجربا، والبحارية أوقع خلالها عدداً من القتلى والجرحى في صفوف المعارضين المسلحين. وفي حماه، تمكّن الجيش، بعد معارك عنيفة، من إعلان سيطرته التامة على حلفايا في ريف المدينة الشمالي. وطلب مصدر عسكري من أهالي حلفايا العودة إلى منازلهم اعتباراً من صباح يوم غد.
إلى ذلك، ذكرت «تنسيقيات» معارضة أنّ مقاتلي عدة كتائب سيطروا بشكل كامل على قرى الطليسية والزغبة والشعتة وبليل الواقعة في ريف حماه الشرقي، في وقت فجّر فيه «انتحاريان سيارتين مفخختين قرب معمل الحرامات على طريق المشرفة حمص، وعند سوق الغنم على طريق حمص _ السلمية، ما أدى إلى وقوع عدد من الشهداء والجرحى بين المواطنين»، بحسب وكالة «سانا»، فيما ارتفع عدد ضحايا انفجار السيارة المفخخة في حيّ ركن الدين في مدينة دمشق إلى 8 قتلى و10 جرحى، ونقلت وكالة «فرانس برس» عن جهات معارضة أنّ التفجير استهدف عدداً من السيارات التابعة للقوات الحكومية في المنطقة.
كذلك أكد مصدر سوري حكومي لوكالة «فرانس برس» أنّ مسلحين خطفوا والد نائب وزير الخارجية فيصل المقداد في قريته غصم في محافظة درعا.
(الأخبار)
21 تعليق
التعليقات
-
الى كل غبي مشكككثر العرب او المستعربون المشككون بعروبة بشار ونصرالله وحجتهم انهم عملاء لايران . طيب ايران عميلة لمن ايضا ؟ لاميركا ؟ هل ازداد مستوى الغباء عند القراء العرب ام انهم باتوا متاثرين بالاعلام العربي الموجه سواء في السعودية او لبنان او الخليج او حتى في مصر ؟ لا ارجح التعليل الاول بل الثاني وهو التاثر بالاعلام الموجه فمسالة غسيل الادمغة عملية مضمونة مئة بالمئة واول مثال جلي على ذلك الشعب الاميركي الذي يوجهه اعلام يهودي لا يقبل المساومة فمن ليس مع اسرائيل هو بالضرورة ضدها وان تكون ضد اسرائيل في الولايات المتحدة يعني ان تنتحر اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا . وهذا هو الاسلوب المتبع حاليا في الصحف السعودية في المملكة او الدائرة في فلكها في لبنان والخليج ومصر وسواها ويقول المثل المصري كثرة الزن على الودان ( يعني الاذنين ) اقوى من السحر وهكذا وبفضل هذا الاعلام غدا قبول اسرائيل في يوم من الايام في جامعة الدول العربية ( هذا اذا قبلت )تحصيل حاصل وقد تقبل بشرط ان تكون تحت قيادتها ولن استغرب ان قبل العرب . قديما مر العرب في مثل هذا التخاذل في مواجهة الروم وكان ان تفرق العرب الى ممالك وامارات وقبائل تمالئ دولة الروم وتتنافس على كسب ودها فيما الطرف الوحيد الذي لم ينجرف في نفس المسار كان دولة الحمدانيين في حلب وزعيمها سيف الدولة ونائبه الشاعر ابا فراس الحمداني . الملفت ان هؤلاء ايضا كانوا شيعة فلما يا عرب تتقاعسون عن القتال دوما وتقعدوا مع القاعدين
-
ماالذي حدث لكم ياأهل بلديماالذي حدث لكم ياأهل بلدي أصبحتم تختلفون حول كل شيء وحول أتفه الأمور أين ذهب الإجماع وراء هدف واحد و هو محاربة ذلك الكيان الغاصب
-
بخصوص بعض التعليقاتان من يتهم النظام بعدم تحريك جبهة الجولان من المعارضة عليه ان يقدم لنا رؤيته بخصوص تحرير الجولان وماذا سيفعل لو كان محل نظام الاسد الاب والابن هل من يتعاون مع تركيا وقطر وغيرها من الجيوب الامبريالية لديه مشروع تحرير داخلي وخارجي (وانا اتكلم عن المعارضة الكولونيالية ذات الحامل الاجتماعي الكبير في سوريا وليس المعارضة الوطنية ممثلة بهيئة التنسيق)
-
حرب القصيرالقصير منطقة مفصلية ستحدد الكفة في الحرب و ايام قليلة ستفصلنا عن تحديد من سيسيطر على دفة الحرب
-
من المستغرب أن تكون العلاقةمن المستغرب أن تكون العلاقة مع إسرائيل هي مقياس الوطنية مع العلم أن أصدقاءها كثر بين الزعماء العرب (المخلصين جداللعروبة ولفلسطين وللديمقراطيةوللشعب السوري). من الغباء أن يعتقد المرء أن إسرائيل يمكن أن تحتفظ بصداقتها لأحد،كما أمريكا، إلا بما يخدم مصالحها.فهي حين تقصف دمشق لإذلالها، وتعالج جرحى المعارضة المسلحة وتحميهم من الجيش السوري تكون قد غيرت حساباتها وبدلت صداقاتها. ولعله من الغباء السياسي أن يعتقد أحد أن إحجام إسرائيل عن مهاجمة سورية اليوم سببه العلاقة مع النظام، فالأمر يخضع لحسابات دولية حساسة من الصعب على إسرائيل وأمريكا معها أن تتجاوزها. أما الأغرب فهو أمر أولئك الذين يصل قصر النظر لديهم إلى الدرجة التي ينظرون فيها إلى الحرب على أنها يجب أن تكون لمصلحتهم دائما. فإذا قصف المسلحون المطارات أو دمروا الدبابات أو أكلوا قلوب عناصر الجيش السوري أو علقوارؤوسهم على أعمدة الهاتف أو ...أو... كان ذلك مبررا ويهللون له، أما إذا قصف الجيش تجمعا للمسلحين يرفعون عقيرتهم مطالبين الجامعة العربية والأمم المتحدة والعالم بإعلان الحرب على النظام في الوقت واللحظة، وإلا فإن الجميع متهمون بالخيانة والعمالة للنظام. الحرب هي الحرب، ومرفوضة بكل المقاييس وعلى الجميع المطالبة بوقفها فورا.ما نختلف حوله لا يبرر إراقة الدماء وتدمير الوطن. كفانا مهاترات أيها ......!
-
الأسد رجل إسرائل بامتيازالسيد مجهول الذي يكتب ان نتنياهو نفى أنه صرح بان بقاء الأسد افضل لإسرائيل، كيف يمكنك ان تختلق نفيا من عندك ، فقد صرح أكثر من مسؤول إسرائيلي إن جبهة الجولان كان من أكثر الجبهات هدوءا حتى تلك التي هقدت غسرائيل معها معاهدة سلام ، وقد تبين بعد قيام الثورة ان اسرائيل لم تكن تحرس حدود الجولان معسوريا ن بل ثبت يقينا ان الأرض المحتلة لم يكن فيها أي لغم مضاد للأفراد أو للأليات، وإن الأسلاك الشائكة كانت مهترئة ويمكن اقتحامها بسهولة مما اضطر إسرائيل بعد الثورة إلى تجديد نقاد المراقبة ومد اسلاك شائكة جديدة ، وهذا يعني إن غسرائيل كانت تعتمد كليا على الأسد في حماية حدودها ، بدلي انها كامن مطمئنة على حدود الجولان مع سوريا
-
القصير لن تكون لقمة سائغة للمهاجمينالقصير لن تكون لقمة سائغة للمهاجمين ، والواقع إن من يقاتل في القصير هم عناصر حزب الله وقوات من الباسيج الإيرانية ويقتصر عمل جيش بشار الأسد بالتغطية الجوية وقذائف مدفعية الدبابات ، والدليل على ذلك أن القتلى جميعن اليوم وعددهم 40 كانوا جميعا من عناصر تابعة لحزب الله ، غلى جانب 70 جريحا يتوقع اصيبوا في المعارك . مع أن عنوان التقرير كان يشير إلى القصير تحديدا إلا أن انه اقتصر على معلومات عامة ليست جديدة ، اما الجديد الذي أخفاه التقرير هو ان القوات المهاجمة تكبدت حسائر كبيرة وغي متوقعة ، وهو مايؤشر إلى ان المعركة طويلة ، وقد يتيح هذا لمقاتلين من الجيش الحر وجبهة النصرة فك الحصار عن القصير وتكبيد حزب الله خسائر كييرة ستؤثر على قراره السياسي. على اننا يجب ان نعي انه مما كانت النتيجة وحتى لو سقطت القصير بيد القوات المهاجمة ، فإن الحديث المبالغ فيه عن تامين جميع المدن السورية نتيجة لهذه المعركة هو من قبيل التمنيات، وسبب ذلك أن القوات المهاججمة ستنتشر على رقعة واسعة مما يسهل على الجبش الحر نصب كمائن لها ، فليس أمام القوات المهاجمة بؤرة قتال مستقبلية كما هو الحال في القصير ، وأظن في النهاية ان مايقوم به حزب الله هو عبث غير مبرر في مصير الشيعة في المنطقة ، فقد ارتكب حزب الله خطأ قاتلا سيقضي على مستقبله كحزب مسلح ، وسيخسر سوريا وشعبها مثلما سيخسر لبنان وشعبه
-
اسئلة محيرةوالله هناك الف سؤال وسؤال عن ما تريده ايران والاسد, اما حزب الله فاثبت انه اداة لدى الولي الفقيه, و نصر الله يفتخر بذلك, ولكن 1. اليس الان الوقت الذهبي لاسرائيل للاجهاز على "خصم" كالاسد و حزب الله بعد ان اصبح الاسد منهك القوى ,و بعد تورط حزب الله في سوريا؟ 2. لماذا تحجم اسرائيل عن الانقضاض على سوريا وحزب الله في هذا الوقت الصعب والحرج للحزب وسوريا؟ وخاصة انها اثبتت انها تستطيع ذلك من خلال الضربات السابقة على قاسيون؟ 3. لماذا اصبحت معركة حزب الله الكبرى في القصير وليس في اسرائيل؟ 4. لماذا لا تهجم ايران وحزب الله والاسد على اسرائيل , خاصة ان الايرانيين صرحوا بان اي اعتداء على ايران فانهم سيُزيلو اسرائيل عن الخارطة؟ فطالما انهم قادرون بهذه الثقة فماذا ينتظرون؟ 5. لماذا نرى احجام متبادل من الطرفين عن الدخول في الحرب سواء من اسرائيل او من ايران والحزب والاسد؟ بينما الكل يهاجم الثوار السوريين واسرائيل تتواطئ لعدم امدادهم بالسلاح؟ 6. لماذا المتضرر الوحيد في هذه الحرب ودافع الثمن الاغلى هو الشعب السوري؟ والذي يُفترض به ان يكون هو حاضن المقاومة والمماتعة ضد اسرائيل وبالتالي لن يُحمى ويُدافع عنه؟ 7. طالما ان المستفيد الاول مما يجري هي اسرائيل, فمن يحقق للاسرائيللين اهدافهم في قتل واهانة وإخضاع وتشريد وقصف وإبادة الشعب السوري؟ نتحدث عن اكثر من 150 الف شهيد و200 الف معتقل ومختطف في سجون الاسد وبنية تحتية مدمرة؟ 8. هل كانت اسرائيل ستحقق كل هذا الدمار الذي حققه الاسد بقصفه البلاد والعباد بـ "سكود"؟ 9. هل يُعقل ان نقتل الدُّبّة لكش الذبابة عن وجهها؟ اسئلة برسم المقاومة
-
لا تبدو "الأخبار" شديدةلا تبدو "الأخبار" شديدة الاحتفاء بمشاركة حزب الله في القتال في القصير، فما السبب؟
-
و نِعْمَ «المُمانعة» و «المُقاومة» والله! نشر إفريم هاليفي، الرئيس الأسبق للموساد 1998-2002، مقال في مجلة «فورين أفيرز» الأمريكية يوم أمس، الجمعة ١٠-أيار، يصف الأسد بأنه رجل «إسرائيل فى دمشق» و قال، و أنا أقتبس: «القدس، في نهاية المطاف، ليس لديها مصلحة في التعجيل بنشاط سقوط بشار الأسد.» «إسرائيل تعرف شيء واحد مهم حول آل الأسد: أنهم على مدى السنوات ال 40 الماضية تمكنوا من الحفاظ على الهدوء على طول الحدود السورية- الإسرائيلية.» «لقد كانت إسرائيل قادرة على الاعتماد على حكومات حافظ و بشار الأسد في تنفيذ إتفاقية الفصل بين القوات و وقف إطلاق النار في هضبة الجولان التي إتفق عليها الجانبان عام 1974.» «حتى عندما إشتبكت القوات الإسرائيلية و السورية لفترة وجيزة في قتال عنيف في عام 1982 أثناء الحرب الأهلية في لبنان، بقيت الحدود السورية- الإسرائيلية هادئة.» و التالي هو الرابط للمقال المذكور: http://www.foreignaffairs.com/articles/139373/efraim-halevy/israels-man-in-damascus?cid=soc-twitter-in-snapshots-israels_man_in_damascus-051015 و يسألونك لماذا تقول أن «المُمانعة» و «المُقاومة» و ما شابه لم تكن يوماً إلَّا شعارات ديماغوجية لخدمة أهداف سُلطوية بحتة!!!